كُتاب الرأي

“الكشافة السعودية في موسم الحج: مسيرة مجد وتميز في خدمة ضيوف الرحمن”

“الكشافة السعودية في موسم الحج: مسيرة مجد وتميز في خدمة ضيوف الرحمن”

 
في مشهد مهيب من الإخلاص والبذل والعطاء، نجحت جمعية الكشافة العربية السعودية في مواصلة ريادتها وتميزها من خلال معسكرات الخدمة العامة التي أقامتها خلال موسم الحج، حيث سطّرت هذه المعسكرات ملاحم إنسانية وتنظيمية مشرّفة تجسد صورة مشرقة من صور العطاء الوطني، مستمدة نجاحها من دعمٍ لا محدود تحظى به من لدن القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وبتوجيه ومتابعة حثيثة من معالي وزير التعليم رئيس الجمعية الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، الذي كان لوقوفه المباشر ودعمه المستمر بالغ الأثر في تحقيق هذا الإنجاز النوعي.
لقد أثبتت الكشافة السعودية في موسم الحج أنها ذراع وطنية موثوقة، يُعوّل عليها في أدق التفاصيل التنظيمية والخدمية، ولم يكن هذا النجاح وليد اللحظة، بل هو ثمرة لـ (64) عاماً من الخبرات التراكمية، التي صقلتها التجارب الميدانية وعززتها الممارسات الفعلية في الميدان، حتى أصبحت هذه المعسكرات أنموذجاً يُحتذى به في الإدارة والجاهزية وروح العمل الجماعي.
وقد اهتمت الجمعية خلال الموسم الأخير بجوانب عدة ساهمت في تعزيز جودة العمل وأثره، فكان التوجه التقني حاضراً بقوة، إذ استُخدمت الأنظمة الذكية وتطبيقات المتابعة الرقمية التي ساعدت في سرعة الإنجاز ودقة الأداء، كما تم اختيار القيادات الكشفية بعناية فائقة، حيث أُسندت المهام لمن يملك الكفاءة والقدرة على العطاء، وتم التخلي عن التمثيل الشكلي وتفعيل الأدوار الحقيقية على أرض الواقع، ما رفع من مستوى الأداء وقلّل من الهدر البشري والزمني.
ومما ساعد على نجاح هذه المنظومة المتكاملة، التكامل النموذجي مع الجهات الشريكة، حيث عملت الجمعية على تعزيز جسور التواصل والتنسيق مع كافة القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة، إيماناً منها بأن النجاح في الحج لا يُبنى بالجهود الفردية، بل هو ثمرة تلاحم وتكامل المؤسسات.
ولأن الجمعية تُدرك أهمية الاعتماد على الكوادر الوطنية، فقد حرصت على أن تكون كل المهام في يد أبناء هذا الوطن المبارك، الذين أثبتوا جدارتهم في التنظيم والانضباط وتحقيق الأهداف بدقة متناهية، كما فُتح المجال أمام قيادات كشفية كانت مُهملة في السابق، لكنها أثبتت نجاحها في مناسبات عدة، فتم تمكينها ومنحها الفرصة لتُبدع وتُنجز.
ومع كل هذه العوامل، لم تُغفل الجمعية البُعد التربوي في معسكراتها، فكانت هذه المواقع أكثر من مجرد مقرات عمل، بل محاضن تربوية تسهم في بناء الشخصية، وتعزز الانتماء، وتُربي القيم الإسلامية والوطنية في نفوس المشاركين.
ولأن العمل الناجح لا يكتمل إلا بالتخطيط الجيد، فقد بدأت الجمعية استعداداتها منذ وقتٍ مبكر، وحرصت على دراسة كافة ملاحظات الأعوام السابقة، لتفادي الأخطاء وتعزيز الإيجابيات، وهو ما انعكس بوضوح على مخرجات هذا الموسم، الذي عُدّ من أنجح المواسم تنظيمياً وإدارياً وإنسانياً.
ولا يسع المتأمل في هذا النجاح إلا أن يُثني على الجهود الاستثنائية التي بذلتها القيادات الإشرافية في المعسكرات، حيث لعبت دوراً محورياً في التحفيز والإلهام، ما جعل الكشافة تعمل بروح الفريق الواحد، وسط بيئة عالية التنظيم ومفعمة بالحماس والانضباط.
إن نجاح جمعية الكشافة العربية السعودية في موسم حج هذا العام لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة لرؤية واضحة، وعمل مؤسسي متكامل، ودعم كريم من قيادة حكيمة، ومتابعة دقيقة من معالي رئيس الجمعية، وثقة كبيرة في أبناء الوطن… إنها قصة نجاح تستحق أن تُروى، ونموذج يُحتذى به في خدمة ضيوف الرحمن، الذين يحظون في هذه البلاد المباركة بأعلى درجات العناية والرعاية.
 

مبارك بن عوض الدوسري

@mawdd3

مبارك عوض الدوسري

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى