كُتاب الرأي
بين الحلم واليقظة

بين الحلم واليقظة
بين الحلم واليقظة يتفتّح باب سرّي يقودنا إلى أوطان لم ترسمها الخرائط ولم تكتبها كتب التاريخ أوطان منسوجة بخيوط الخيال حيث لا جدار يعزل إنسانًا عن إنسان ولا حدود توقف نغمة طائر في السماء. هناك في تلك اللحظة التي يخفُت فيها ضجيج الواقع تبدأ الملامح الأولى لوطن هادئ يليق بروح الإنسان. وطن لا يحتاج إلى جواز سفر للدخول إليه، يكفي أن تغمض عينيك وتترك قلبك يرسم معالمه. قد يكون بستانًا يفيض بالزهر أو مدينة تتلألأ أضواؤها كنجوم صغيرة أو بحرًا بلا نهاية تعانق أمواجه الحلم.
إن صناعة الأوطان في الخيال ليست هروبًا من الواقع بل هي بحث عن صورة أنقى للحياة صورة نقية كالماء العذب رقيقة كظل شجرة في صيف طويل. فكل حلم يولد بين اليقظة والنوم يحمل في داخله بذرة لعالم أجمل عالم يُبنى بالمحبة والتفاهم ويزدهر بالأمل والابتسامة.
وحين نتأمل أوطان الخيال ندرك أنها ليست وهمًا بل مرآة لما نتوق إليه في أعماقنا فهي تعكس رغبتنا في السلام في البساطة في عيش الأيام كما لو كانت أناشيد خفيفة. وبينما يغلق الليل ستائره تبقى هذه الأوطان الصغيرة التي نصنعها في مخيلتنا تضيء كالفوانيس ترشدنا إلى أن العالم الذي نحلم به يمكن أن يبدأ من فكرة من كلمة من قلب يصدق أن للخيال قدرة على أن يصبح بيتًا واسعًا يسع الجميع