كُتاب الرأي

الكدادين الجدد

 

 

قبل فترة ليست بالبعيدة كتبت موضوعاً بعنوان ( مشاوير يا قلب العنا ) تحدثت فيه عن ما يطلق عليهم اسم الكدادين وغالبيتهم من الشباب السعودي الذين يساهمون في نقل المسافرين القادمين الى أماكن إقامتهم ويحتاجون الى جهة تنظيمية تهتم بتوعيتهم وتثقيفهم ورسم الخطوط العريضة لمسار عملهم بنقل الركاب من المطارات الدولية والإقليمية الى مختلف مدن مملكتنا الحبيبة .

وقد كان وضعهم يحتاج فعلاً الى مزيداً من الإهتمام والتهذيب والتدريب من قبل الجهات المختصة لأنهم في واجهة مهمة من واجهات وطننا الغالي وربما يعكسون فكرة سيئة لدى السائح عن المجتمع السعودي رغم ما وصلنا اليه من تقدم في جميع المجالات أبهر العالم .

وقد لاحظت أن هناك تحديات تواجه مهنتهم يأتي من ضمنها المنافسة القوية من سيارات الأجرة الحديثة وعدم وجود ضوابط للمهنة و عدم توفر مساحات انتظار منظمة والمنازعات الفردية على الركاب بين أصحاب السيارات القديمة والجديدة وتفاوت الأسعار بين الكدادة وتلك التحديات من الممكن أن يكون لها حلول إذا تظافرت جهود الجهات المعنية، خاصة أن الكدادة مواطنين سعوديين في حاجة الى الدعم والتشجيع والتدريب والتنظيم والتطوير .

لكنني تفاجأت ببعض التعليقات على ذلك المقال التي أشارت الى أن تلك المهنة غير المنظمة لم تقتصر على السعوديين بل تجاوزتهم الى بعض المقيمين من جنسيات أخرى ولم تتوقف على المطارات بل شملت أنحاء متعددة من مدننا الحبيبة، وأصبحت الكِدَادة مهنة من لا مهنة له لسهولة الإندماج فيها وسرعة جني المبالغ منها وعدم وجود رقابة عليها.

وأغلب الكدّادة الأجانب متغيبين عن كفلائهم ومخالفين نظام الإقامة ويعملون لصالحهم وسياراتهم مهترئة وتسعيراتهم متدنية والإقبال عليهم كثير من بني جلدتهم وذوي الدخل المنخفض والكثير منهم لا يحملون رخص قيادة ويمارسون توصيل الطلبات بالإضافة الى توصيل الركاب بلا حسيب أو رقيب.

وأصبح وجودهم يشكل خطراً على الأمن العام وإرباكاً لأنظمة المرور وتدنياً في مستوى جودة الحياة، فهم يعملون لمصالحهم الشخصية ولا يبالون بنقل مخالفي الإقامة وتهريبهم من مكان الى آخر إذا توفرت لهم الفرصة السانحة كما أنهم قد يتسببون في نقل بضائع مهربة أو ممنوعة بدافع الدخل السريع .

لذلك وجبت التوعية بخطورتهم والتعاون مع الجهات الأمنية في التبليغ عنهم  لإلقاء القبض عليهم ومصادرة مركباتهم ومعاقبتهم ليعيش وطننا آمناً مطمئناً وينعم مواطنيه والمقيمين على أرضه بالخير والنماء.

عبدالله بن سالم المالكي

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى