القيمة الوطنية في السياحة الداخلية

تختلف نظرة البعض في كيفية قضاء وقت ممتع ،بمفرده، أو مع أصدقائه، أو حتى برفقة عائلته، هي مسألة قناعات لا أكثر، وإلا فإن كل رحلة هي متعة في حد ذاتها حتى لو كانت رحلة مئة متر من المنزل ، كما أنّ التقييم يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض تجده راض تمام الرضى عما يراه ، والبعض راض إلى حد ما ، والبعض الآخر يكون في حالة تذمر ، وثلة تشاهدهم ساخطين عمّا يقدم من خدمات لهم ،ربما يتفق الكثير على ما أكتبه وقد يختلف معي -أيضا – الكثير ، لكن في النهاية تلك الاختلافات نعتقد أنها لا تعادل قيمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء التي يشعر بها الوافد والمقيم قبل المواطن والزائر.
في بلد الأمن والأمان، بلد الأمن والسلام، بلد الطمأنينة، كل شيء فيه مختلف، بمقدور السائح الانتقال من مدينة طريف شمال المملكة العربية السعودية وحتى محافظة الطوال جنوبها وهو لا يأبه بشيء ولا يحمل همًّا سوى مسافة الطريق المقطوعة ، يسافر بعائلته دونما خوف أو توجس ، بالليل كان أم بالنهار ،صبحًا، كان أو عشية ، يقطع المسافات الطوال وهو هانئ خلف مقود سيارته، من هنا نعرف قيمة الحياة ، من هنا ندرك أننا نعيش أعلى درجات الطمأنينة.
اعلم وفقك الله أن السياحة في هذا الوطن الغالي هي بمثابة الجنة بالنسبة لغيرك من السائحين، وهي عنوان جميل لوجهات الزوار من شتى بقاع العالم.ولعلّي استثمرها فرصة في الكتابة عن كيفية الاستمتاع بالرحلات الداخلية للمدن السعودية ينبغي عليك التنبه لشيء هام للغاية ومن الضرورة إدراك أنّ الأماكن التي ستذهب إليها لا تقل شأنًا عن تلك الموجودة في الدول المجاورة أو مدن دول الشرق الأدنى، أو مدن دول الشرق الأقصى، كلها في النهاية مدن ، والهدف من تلك الرحلات التي يقوم بها الناس هي المتعة ، وكما أن لهم إيجابيات ، بالتأكيد سيكون هناك سلبيات، والحقيقة أن سلبيات الرحلات الداخلية أفضل بكثير من إيجابيات الرحلات الخارجية ، يعرفها كل من سافر للخارج وأنا أولهم ، لم أجد أجمل وأفضل من الاستجمام وقضاء وقت الراحة إلا في هذا الوطن الغالي؛ لنأخذ مثالاً واحدًا عن المتعة والجمال الداخلي.
حين تقوم بزيارة لأحد المنتجعات السياحية بمدينة الطائف يأسرك كل شيء بالطبع هذه ليست دعاية لمدينة الطائف ، ولست هنا من أجل ذلك ، هي غنية عن التعريف ، مدينة الورد ، مدينة الهدوء والاستجمام.
أقول حين تقوم بزيارة لواحدة من المنتجعات السياحية فيها ترى كل شيء مختلف ، النمو والازدهار ، عمليات التطور في المضمون السياحي ، اعتقد أن هذا يحسب لوزارة السياحة ، تلك التنظيمات تغمر الزائر بالسعادة تجدها في وجوه المصطفاين والزائرين ،فرحة الأطفال ، حركة التسوق والشراء ، حتى الهواء رائحته مختلفة، أماكن الجلوس أصبحت في منتهى الروعة ، التنظيم الحالم للفعاليات، هناك كتلة مشاعر تراها هنا وهناك ، الناس في قمة الاستقرار ، في زوايا كثيرة تجد الانعكاس الإيجابي لرحلة السياحة الداخلية ، قطعًا نحتاج إلى جهود أكثر في قطاع السياحة لكن السواد الأعظم يحكي لنا الاختلاف الكبير بين الماضي والحاضر ، وينبئ بتغيرات واسعة على المدى القريب ، أراهن على عمق العمل الذي تقوم به وزارة السياحة ، والقطاعات الأخرى.
قد لا تجد لك مكانًا تختار جلستك كما يتصوره البعض نظرًا للإزدحام الشديد في تلك الأماكن ، لكن المؤكد والملاحظ أنّ السياحة في المملكة العربية السعودية وخاصة في الطائف أصبحت ذات بيئة جاذبة، جاذبة للسواح من دول الخليج والدول العربية الشقيقة، حتى الأجانب من دول غربية، قابلت مصطافين من دولة الكويت ، والبحرين ، وعمان ، وقطر ، والإمارات كانت الدهشة ظاهرة على وجوههم مما شاهدوا ، والفرحة عارمة على محياهم ، تغمرهم الانبساطية، وتحفهم السكينة.
قبل الختام:هل تعلم أنّ الخدمات في قطاع الإيواء السكني قد تطورت لدرجة أن حتى الرغبة في السكن والإقامة أصبحت جاذبيتها مختلفة ، أصبحت دور الإيواء السكني تقدم الفعاليات وتعمل على تجهيزها للمصطافين والزائرين على أعلى المستويات ، نعم نحتاج للعمل الدائم لكي نصل للغاية ونحصل على الهدف، إنما بوجه عام ، نحن أمام انفتاح جوهري في هذا القطاع الحيوي وهناك فهم واستيعاب وتسويق جيد لمفهوم السياحة الحديث.
إنها رحلة الألف ميل، تبدأ من هذه الأرض الجميلة ، هذه الأرض الطاهرة.
هكذا انتهى المقال وبهذه الصورة خَلُصت إليه الفكرة.
القاكم في رأي آخر.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي