كُتاب الرأي

القوى الناعمة لدى المرأة

 

عبر الزمن الطويل وتعاقب الحضارات والمدنيات وتقلبات الدنيا ببني آدم عليه السلام وما قدموا من الضرب في الأرض طولاً وعرضاً وسعةً وضيقاً وحرباً وسلماً وقوةً وضعفاً وما أفادوا به بعضهم بعضاً كانت وما زالت الحياة البشرية تقف على قدمين مباركتين مكرمتين هما الذكر والأنثى أو الرجل والمرأة.

نعم المرأة الشريك الحقيقي للرجل في إنسانية الحياة وهي الأم والأخت والزوجة والبنت والقريبة والمربية والمحبة والحبيبة والصابرة والمستشارة والرفيقة في دروب الحياة المختلفة للغني والفقير والقوي والضعيف فهي شريكة هؤلاء جميعاً.

وإذا كانت المرأة بهذه المكانة وتلك المنزلة فإن الاهتمام بتعليمها وتربيتها وتوجيهها فرض لازم على القائمين عليها والنتيجة الطبيعة للتعليم والتربية هي تكليفها بالمهام والأدوار والمسؤوليات التي خلقت لها

وتعلمت لأجلها فإن لها من تلك الأدوار والمهام من لا يقوم به إلا هي وحدها ! كما أن هناك مهام وأدوار لأخيها الرجل لا يقوم به إلا هو وحده .
والإيمان بالمنح والمواهب والقدرات التي تملكها المرأة وحسن توظيفها في مكانها مضانها هو المنوط بكل من تسنم شيئاً من المسؤوليات والمهام .

المرأة حقيقة مخلوق جميل في عقله وعاطفته وروحه وصورته ومنظره وصوته ومواهبه وطاقاته وقدراته وهو يكمّل الحياة ، بل هو كمالها ويصنع الحياة الصغيرة وقادر على المشاركة في البناء والعمل والفكر والعاطفة والبذل والتضحية وإعطائه مساحات للإبداع والعطاء سوف يُفجّر طاقاته ومواهبه ويساعد في دفع عجلة الحياة ويصنع لنا النموذج الفريد .

فالقوى الناعمة لدى المرأة لا شك أنها تصنع الفارق الكبير في مجالات الحياة المختلفة والمتباينة ؛ فهي القادرة على المشاركة في التربية والتنشئة والتعليم، وهي القادرة على المشاركة في الصناعة والبناء للإنسان ، وهي القادرة على المشاركة في المجالات الاجتماعية الإنسانية والإقتصادية والثقافية الفكرية والسياسية العالية ، وهي القادرة أيضاً على قيادة بعض مجالات الحياة.

لكي تكون المرأة صالحة للتمكين ، وحتى تفيد العالم الصغير و العالم الكبير حولها عليها أنّ :

أولاً : تتعرف على نفسها وطاقاتها وقدراتها ومواهبها وما تملك من ملكات ومنح منحها الله تعالى .

ثانياً: تقوي نفسها في التخصص الذي تجيده وتتقنه ، والفن الذي يعتبر عالمها الساحر الفريد .

ثالثاً: تستفيد من التجارب والخبرات لحواء الناجحة والمميزة في مجالات الحياة المختلفة.

رابعاً: تملك الطموح والهمة العالية للوصول إلى أعلى المناصب وأكبر المستويات .

خامساً: تحمل بين ذراعيها الإتقان والجودة والتميز والإبداع في جميع شؤونها ومراحل حياتها.

سادساً: تقاتل في سبيل رفع مستواها العلمي والتعليمي فلا ترضى إلا بأعلى الشهادات العلمية.

سابعاً: تكون لها بصمة إنسانية نسائية وشخصية فريدة تضع فيها طاقاتها وإمكاناتها في خدمة دينها ووطنها.

ثامناً: تكون لها القدرة والقوة في صناعة وصياغة الإنسان الحقيقي الطموح صاحب السمو والهمة العالية
في بيتها وتربية وتهذيب أولادها بمشاركة الزوج.

تاسعاً: تحفز وتشجع وتدعم نفسها وإن كانت في أشد الحاجة إلى الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع وتعين نفسها إذا قلّ المساعد في الحياة .

عاشراً : تخوض معركة الحياة بسلاح العلم والمعرفة وسمو الأخلاق والنظرة الثاقبة إلى الأمام والإستعانة بالله تعالى ثم بما تملك من القدرات و الطاقات والمواهب التي وهبها الله تعالى لها .

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى