كُتاب الرأي

القواعد السبعة للنجاح في العمل

 

طبيعة العمل الذي يعمل به العاملون والموظفون يحدد في أحيانٍ كثيرة طباعهم وطبائعهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وأكثر ما يميزهم عن الآخرين ! وقد نرى بعض الأفراد من غير الموظفين والموظفات ونتعامل معهم ؛ فنقول لهم : إن هم طلبوا منا الاستشارة أنتم تصلحون في هذه المهن أو تلك ! ، وربما لو تم التركيز منهم على جوانب معينة كان الأفضل لهم ذلك العمل أو ذلك المجال أو تلك الوظيفة .

جميع الكائنات والمخلوقات والعوالم الحية تسعى في سحابة نهارها وأطراف ليلها إلى توفير احتياجاتها ومتطلباتها الضرورية للحياة من المآكل والمشارب والمساكن، والإنسان عضو من هذه الجموع الغفيرة غير أنه يملك العقل الكبير و القدرة والقوة المطلقة على الحركة أو السكون والبحث عن العمل والركون إلى الدعة والراحة والهدوء وهو القادر على الإستفادة من كل ما سخره الله تعالى له في الأرض أو في السماء !.

بيد أن هناك علاقة وثيقة بين التربية والتنشئة على محبة العمل العفيف الشريف الفطري السليم مهما كان ذلك العمل ؛ وبين تفاني الناس في تلك الأعمال والمهن ! فكلما زاد دور البيت والأسرة الكريمة في التفاني في العمل في التفاني في مهنها ووظائفها كان ذلك مثابة الحافز والداعم والدافع القوي للأولاد أن يحبوا تلك الأعمال ويعشقوا الاقتراب منها ومحاكاة أصحابها ، والتوجه إليها بعد الإنتهاء من الدراسة والتخرج من الجامعة .

والعمل هو العمل يعني الإلتزام بالمهام والمسؤوليات والأدوار المنوطة بك أنت كموظف ؛ والقيام بتلك التكاليف والمهام خير قيام أو كما يقال على أكمل وجه ممكن ، وهو بهذا المعنى من فروض الأعيان على أصحاب الأعمال والوظائف كما يقول الفقهاء في الفقه ، ولا تسقط واجبات العمل عن الموظف مهما قال وادّعى إلا إذا أحضر ما يثبت دعواه .

صور الناس في أعمالهم ووظائفهم تتباين وتختلف ما بين مجود مبدع محب لعمله ووظيفته ومهنته ؛ وما بين آخرين يعطي نصف عطاء ونصف جهد ونصف اهتمام وبعضهم يبدو القصور والإهمال والتأخر ظاهر بينه وبين عمله الذي هو مصدر رزقه ومصدر قوته وقوت اهله وأولاده ! وهو راض عن نفسه كما يقول ويقول دائماً وأبداً ويردد : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها هكذا يردد ويرفع ذلك شعاراً في سحائب أيام عمله ؛ لكنه عند استلامه لراتبه الشهري يبدأ بالهللات قبل الريالات والدراهم ، ويحسن عدّ الراتب الشهري مرات ومرات ولا يغادر ريالا واحدا ناقصاً أبداً.

العاقل الكيس الفطن في كل زمان ومكان وفي كل مهنة أو وظيفة لا يدخل مع هؤلاء في عراك وصراع ومراء فإنهم أصحاب الصنعة فيها ولن يخرج العاقل الكيس منهم بفائدة ؛ بل سوف يضر عقله ونفسه ويمرض قلبه ويهدر قيمة وقته إذا ذهب إلى ذلك الطريق وسلك تلك الأساليب في مجاراة هؤلاء ؛ وركض في مضامير عقولهم وقلوبهم وأرواحهم وأهوائهم.

من خلال مراقبة الموظفين والموظفات المميزين في جميع المهام والمسؤوليات والأدوار التي يؤدونها؛ يمكن رصد وتوثيق عدد من الوصايا أو القواعد التي تجعل من الموظف المميز والمبدع والموظفة كذلك موظفاً كفؤاً رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجهه في ثنايا عمله :

القاعدة الأول : الإيمان بالنفس :

وهو الإيمان بالقدرات والطاقات والمواهب والملكات التي يحملها ويعرفها جيدا عن نفسه ؛ ويسبق ذلك الإيمان أن يتعرف ويكتشف هذا الموظف أو تلك الموظفة على ما يملك من الطاقات والقدرات والملكات والمواهب التي لديهم .

القاعدة الثانية: صناعة الرغبة في العمل :

هذه من أهم قواعد تميز الموظفين والموظفات زيادة الدافعية في أعمالهم ، وكلما كانت الرغبة لدى الموظف حاضرة في العمل كلما كان التميز والإبداع حليفه . وكان المنتج في الصورة المثلى .

القاعدة الثالثة : صناعة القدوة والرمز من نفسه :

وهذه القاعدة المشتركة بين الموظف وصاحب العمل من المؤسسات والشركات فكلما كانت صورة الرمز والقدوة حاضرة في ذهن

الموظف وأرباب العمل من المؤسسات والشركات كان التميز والإبداع هو الحليف الحاضر قي كل المنتجات والخدمات.

القاعدة الرابعة : وضوح طبيعة العمل أو الوظيفة :

كلما كان لدى أصحاب الأعمال من المؤسسات والشركات من الشفافية الكاملة والوضوح الكامل في توصيف طبيعة العمل وتحديد المهام والمسؤوليات والأدوار المنوطة بالموظف كلما أحب الموظف العمل وبذل فيه جهده وطاقته ووقته وأتى فيه بالمفيد.

القاعدة الخامسة : تزويد العامل أو الموظف بآليات نظام الترقيات :

إذا علم العامل أو الموظف في وظيفته نظام الترقيات فيها فإنه سيعمل ويؤدي العمل والوظيفة على أكمل وجه وسوف يُحسن من أدائه وخبراته وتجاربه وينكعس ذلك كله الإنتاجية في العمل .

القاعدة السادسة : إبراز وإظهار الإنجازات:

على قدر ما نطالب أصحاب الأعمال من المؤسسات والشركات في إظهار وإبراز الإنجازات الموظفين باسم الشركة أو المؤسسة وتكريمهم وتقديرهم ، فإن الموظف والموظفة مطالب كذلك بإبراز إنجازاته وما قدم من إبداعات وإضافات خلال العام .

القاعدة السابعة : بناء العلاقات الجيدة مع جميع الأطراف :

وهذا تحد كبير لجميع العاملين والموظفين من جهة والمؤسسات والشركات من جهة أخرى ، لكننا نقول للموظف والموظفة عليهم بناء العلاقات الجيدة مع رؤوسائهم وكذلك مع منظومة المؤسسة أو الشركة .

والسعي إلى التطوير والتحسين الدائم والمستمر والفهم الحقيقي لكل المهام والمسؤوليات والأدوار التي يؤدونها ويقومون بها .

ولا يترددوا أبداً في قبول المسؤوليات والمهام الجديدة ولا حتى في قبول الترقيات ، عليهم القبول بها والتقدم نحو أعلى المناصب في تلك المؤسسات والشركات . تلك فرص للنمو والتطوير للأفضل والأحسن بإذن الله تعالى.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى