كُتاب الرأي

(القاعدة وحزب اللات واليمن )

(القاعدة وحزب اللات واليمن )

قبيل هزيمة تنظيم القاعدة في افغانستان أصدر حينذاك قائد التنظيم أسامه بن لادن توجيهاً لقادة هذا التنظيم ( القاعدة) بالبحث عن مكان آخر ينطلقون منه ،ويكون بديلاً للتنظيم عن أفغانستان وذلك خشية ملاحقتهم من الولايات المتحدة الامريكية ،ويكون ذلك المكان البديل مشابهاً لطبيعة افغانستان الطبوغرافية ،وحيث وقع الإختيار على اليمن ليكون المكان المناسب لانتقال التنظيم له ، والانطلاق منه لتنفيذ عملياته الارهابية منه من جانب ، ومن جانب آخر يكون بعيداً عن الملاحقات الدولية ومنها امريكا للقضاء على ذلك التنظيم .
بالطبع لم ينجوا قائد التنظيم أسامه من ملاحقة امريكا ، وقبض عليه في منطقة بعيدة عن الأضواء داخل الباكستان من قبل عناصر الاستخبارات الامريكية كما أُستهدف العديد من قادة التنظيم ، والبعض ذهب بالتنظيم لليمن وإنطلق من هناك في ممارسة أعماله الارهابية ، ولا يزال التنظيم ينشط من هذه الدولة التي هي كأفغانستان سابقاً ويُفتقد فيها الامن ، وتتجاذبها أطراف يمنية خارجية كالحوثيين وغيرهم ، وتختلف مع قيادتها السياسية المتمثلة في الشرعية التي لم توفق أيضاً في حسم حكم هذه الدولة التعيسة.
الشاهد في هذا المقال أن لبنان ينتظر فترة عصيبة ، وتصر الحكومة بنزع سلاح حزب ايران من لبنان ، وهي ماضية في ذلك حسب تصريحات الحكومة ، والمعتقد أنها لن تتردد في ذلك ، ولن يكون هناك تنازلات من الدولة في هذا الجانب ، خاصة وان حدث بعض التنازلات لصالح حزب اللات ستكون آثاره مدمره على لبنان ، وحكومتها الحالية وهو ماسترفضه الحكومة وتصر كما أسلفت على المضي في نزع السلاح مالم يحدث مالم يكن في الحسبان.
ولأن حزب اللات هو الورقة الرابحة في يد ايران ، ويعد ذيلها الطويل والكبير الذي لايمكن لها أن تتخلى عنه ، وهي بالتالي مضطرة للدفاع عنه باستماتة مالم يتغير النظام في طهران بشكل كامل .
    ومما لايستبعد في حالة نزع سلاح حزب ايران من لبنان ، وهو مايجب أن يتم وتذهب له الدولة مهما كانت النتائج في حسابات الربح والخسارة لحكومة لبنان ، ومهما خسرت ( لبنان ) في سبيل القضاء على الحزب ، فإنه من المتوقع أن تقوم ايران بنقل حزبها الى اليمن أو جزءه الكبير وترك جذوته في لبنان ، وليس للعراق أو أي مكان أخر حيث لها ذيل كبير في العراق ، وهو الحزب نفسه ويعمل بإمرتها ويدمر بغداد كما دُمرت بيروت ! .
والتساؤل لماذا اليمن ، والجواب على ذلك هو نفس تصور تنظيم القاعدة حيث البيئة المناسبة والطبيعة الجبلية الملائمة ليُعشش التنظيم في كهوف ودهاليز جبال مران وصعده ، وليبتعد قليلاً عن إستهداف اسرائيل له ، وبناء قاعدة له هناك يستطيع من خلالها التنسيق مع تنظيم القاعدة وداعش الموجودة هناك ، وكذلك مع حركة أنصار الله الحوثية التي هي جزءً من تنظيم ايراني لتنفيذ عمليات ارهابية مزدوجة قد تتغطى أحياناً تحت غطاء تنظيم داعش والقاعدة ، أو تحت مسمى انصار الله وهو ماتنجح فيه ايران بإمتياز في رعاية هذه التنظيمات الارهابية، واستخدامها في تحقيق ماتريده من فرض سيطرة أو خلق فوضى ومن ثم المساومة والمراهنة على ذلك .
لايستبعد على ايران أن تقوم بأي فعل أو ردة فعل نتيجة مايواجهه حزبها في لبنان ، ولأنها لن تتركه في لبنان الا مجبرة وبالقوة وخاصة من امريكا التي تخشاها طهران ، وبالتالي ستضطر لحمايته ومن ذلك نقله لمكان اخر ، وهو مانذهب له في هذا التحليل ، واليمن الان هو المكان المناسب حيث تُعد صنعاء محتلةً ايرانياً ، وهي بالتالي ستكون المكان المناسب ولو كان الأمر مؤقتاً حتى أن تجد أو تهيء ايران مكاناً أخراً لحزبها أو تكتفي بوضعه في اليمن بعد سيطرتها على صنعاء كما سيطرت على بيروت سابقاً.
    كل موازيين القوى الان في يد الدولة في لبنان ، وكذلك الدعم الدولي لها من أجل فرض سلطتها على إقليمها وشعبها ، وهو مايجب أن تستغله وتنفذ سيادتها وتنزع سلاح حزب ايران الذي أرهق هذه الدولة لما يزيد عن أربعة عقود وتحصره ( السلاح ) بيد الدولة ، وعلى لبنان وحكومته وجيشها والشعب أن لايخشوا الموتوسيكلات التي تحاول عناصر الحزب التظاهر بها في شوارع بعلبك والهرمل والضاحية الجنوبية ، ورايات الحزب الصفراء حيث كل تلك التصرفات لا تُخيف  أي لبناني شجاع  ، ودولته في لجم الحزب ومعه ايران التي يجب عليها أن تعيد قرأة المشهد ودون أن تورط حزبها في حربٍ أهلية في لبنان ربما تؤدي الى القضاء عليه .
   الاحتمالات كثيرة للتصرف الايراني مع حزبها في لبنان ، ومنها كما أشرت احتمال نقل الجزء الأكبر من الحزب لليمن ، والإبقاء على جذوته في الضاحية الجنوبية في انتظار تغير الظروف الدولية والسياسية في بيروت ، وخاصة وايران تعمل على خطط خمسينية وهي لاتخشى الوقت ، بل تراهن عليه ، وتستطيع (ايران) أن تنتظر لتجد من تجنده لخدمتها في أي حكومة للبنان مستقبلاً ( ك بري ونصراللات ) وخلافهم ليعيد إشعال تلك الجذوة التي ستبقيها ايران تحت الرماد .
لابد لحكومة لبنان وشعبها أن لا يعيروا لتصريحات نعيم قاسم أي إعتبار ، ويجب أن لا تفزعهم تلك التصريحات الفارغة ، ف تاريخ هذا العميل المزدوج لايران واسرائيل معروف ، وقد سبق أن قُبض عليه وسجُن في اسرائيل ، وأُخرج بعد أن كبلته اسرائيل بالعمالة ، وايران تعرف كل تفاصيل ذلك بل الأدهى من ذلك عن نعيم وما تم له هناك عند سجنه ، وستبقى ايران متشبثة بحزبها وربما نقله كما أشرت لإرخاء ايران وحزب اللات رأسيهما للعاصفة ، وفرصة لبنان متهيئة في قطع هذا الذيل النجس من فوق أرضها ، ولتذهب ايران بحزبها ومن يؤيده أو يدافع عنه لطهران أو للجحيم .

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى