كُتاب الرأي

القادمون

 

كنت في صالة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة ، لإستقبال أحد أولادي القادم من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، وقد سرني كل ما في المطار فهو تحفة فنية هندسية معمارية من بوابة الدخول إلى بوابة الخروج ، وكذلك الخدمات التي يقدمها للقادمين ومن جاء لإستقبالهم في صالة القادمين .

التفصيلات التي يحتوي عليها المطار مذهلة وجميلة وساحرة للقادمين والمستقبلين ، ولا يكاد أحد يستطيع أن يخفي إعجابه واندهاشه من المبنى الجديد الجميل والمعنى الذي يقع في النفوس فيجلوها ويرفع ويتسامى بها في درجات الجمال والكمال !

والعناية بالمشاريع الوطنية الكبيرة والتي تقدم خدمات كبيرة وعظيمة للمواطن والمقيم هو حس سعودي أصيل وأصيل تستحق حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه كل الشكر والتقدير والإحترام على كل ما تبذله في هذه المنشآت وغيرها من الأعمال والمشاريع الوطنية المميزة.

وما مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إلا أحد المعالم الوطنية الكبيرة والذي نفتخر به وبغيره من المكتسبات الوطنية من كمال ونوعية الخدمات وكمال ونوعية المنشآت الوطنية الفريدة .

إن ألوان البهجة والسرور والسعادة والأمل والحبور لتكاد تتفجر من عيون ووجوه ومعالم القادمين الواصلين إلى صالة المطار وهم يضعون أقدامهم وهي تهرول بهم بإتجاه أقاربهم وأحبابهم ؛ ويا الله ! يا الله ! يا الله ! في تعدد وتنوع الصور الجميلة الطيبة المفرحة والمبهجة والتي لا تكاد تراها إلا في قاعات الأفراح والمناسبات العائلية والأسرية السعيدة!

هناك صور ومشاهد متعددة ومنوعة للبهجة والسرور والسعادة والحفاوة بإستقبال القادمين على أرض صالة المطار الجميلة !

هذه صورة لولد أو أولاد قادمون تستقبلهم أمهاتهم وآباؤهم ، وتتحرك المشاعر والأحاسيس والعواطف عند الأمهات وكذلك الآباء ، هذه عواطف ومشاعر وأحاسيس صادقة وعميقة بكاء ودموع فرح وبكاء ودموع حقيقية وكأننا أمام مشاهد ومواقف لصناعة البهجة والسرور والسعادة والأمل فقط وكأن أبا الطيب المتنبي رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته يقصد في قوله :

إذا أشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى !!

وتلك صورة أو صور لزوجين كريمين حبيبين ضرب القدر لهما موعد اللقاء والاجتماع بعد طول فراق وغربة ، فهما هنا يلتقيان ويعتنقان ويجهشان بالبكاء وكأن القائل يقصد هذه المشاهد والمناظرة الجميلة بعينها ، بقوله :

أعناقها !! والنفس فيها مشوقة !
وهل بعد العناق تداني ؟!

وهذه أسرة أو عائلة كريمة تستقبل كبيرها وعظيمها وبركتها فهم يجتمعون حوله ويعانقوه ويصافحونه ويرسمون على وجوههم وشفاههم الابتسامات الجميلة العريضة .

وكأن القائل يعني هذا عندما يقول :

فليتك تحلو والحياة مريرة !
وليتك ترضى والأنام غضابُ !
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هينٌ
وكل الذي فوق التراب ترابُ !

وهناك بعض الأسر والعوائل الكريمة تعبر عن فرحها وسرورها بقدوم سائقها أو عاملتها المنزلية ، فترى من بعضهم الفرح والسرور والبهجة وقد تصل ببعض الصغار إلى ذرف الدموع الصادقة والمعبرة عن الحالة النفسية السعيدة .

وقد شاهدت وربما شاهدتم وسمعتم كذلك أن بعض الأسر الكريمة والعوائل المحترمة تستقبل السائق أو العاملة المنزلية بالورود والزهور والفل والكاذي والياسمين، والبهجة والسرور والفرح والدموع والدعاء والتراحيب الجميلة والأصيلة .

وفي الزاوية هنا أو هناك عدد من الشباب أو الشابات وهم يستعدون لإستقبال بعض الأصدقاء والأصحاب ، ولكم أن تتخيلوا مشاهد وصور اللقاء والاجتماع والبهجة وربما ارتفعت الأصوات بالتراحيب وإظهار البهجة والسرور والسعادة.

مشاعر الناس في صالات المطارات كلها وهم يستقبلون أحبابهم وأصحابهم وأصدقاءهم مشاعر صادقة وعميقة وحقيقية وكأنها مشاعر وأحاسيس الأزواج هم يستقبلون أول مولود لهم ، ومشاعر الوالدين وهم يشاهدون أحفادهم يستقبلون الحياة الدنيا بالبهجة والسعادة..

الأصل الأصيل في الحياة الدنيا أن تكون نموذجاً للسعادة والفرح والصلة والتوازن والحب والمحبة والبذل والتضحية والعطاء المستمر ، هذه الشمس في غرة يومها تعطي وتعطي وتبذل ، وتقدم نفسها وأنفاسها للكون والحياة والإنسان.

كذلك القمر الجميل في رحلته الطويلة الرائعة والجميلة يعكس ما قدّر له من الطاقات والقدرات والملكات والإمكانات التي يعكسها .

إن القادمين الواصلين عبر وسائل النقل المختلفة والمتباينة واستقبالهم من قبل ذوويهم وأصحابهم وأصدقائهم لهو من المشاهد والمناظرة الطبيعة الجميلة والتي ترسم البهجة والسرور والسعادة والأمل والحبور على كل الوجوه التي حضرت ، وتلك الصور الجميلة الطيبة المفرحة مشاهدة ومرصودة ولله الحمد والمنة في كل المطارات عامة ومطاراتنا خاصة .

لذا على الإنسان الكيس الفطن اللبيب قبل الذهاب لإستقبال قريبه أو جاره أو صاحبه أو رفيق دربه أو بعضاً من أولاده أو من أهل الخير الذين يعرفهم عليه ان يلتزم بالآداب التالية التي نطلق عليها آداب وتعليمات المطار :

أولاً : أن يظن أن هذا العمل الذي يقوم من الاستقبال لأهله وذويه وأصحابه وأقاربه هو عبادة وقربة عظيمة يتقرب بها إلى الله تعالى…

ثانياً: أن يحسن المستقبلون إلى أنفسهم عند التوجه لاستقبال من يحبون باختار المناسب من اللباس والطيب ، ولبس الساتر لهم واللباس الجميل الحسن اللائق للمكان من شعارات ديننا ووطننا السعودي الجميل.

ثالثاً: إن يقف ويجلس المستقبلون في المكان المخصص للوقوف والجلوس وألا يؤذون أحدا من الناس.

رابعاً: عدم العبث بالمرافق العامة في المطار من جماليات المطار والمقاعد أجهزة الصراف ودورات المياه وأماكن النفايات والمهملات. .

خامساً: الذين يحضرون مع أطفالهم عليهم حفظ الأطفال من اللعب والعبث بأشجار الزينة بالحجارة الجميلة التي تزين المكان .
وعدم تحويل صالة المطار إلى ميدان سباق للجري والركض .

سادساً: صالة استقبال القادمين الواصلين غاية وآية في النظافة والترتيب والهدوء والسكينة والراحة والسلامة فقط المحافظة عليها بهذا الصورة الجميلة فهي واجهة جميلة لمدينة جدة . و هي صورة جميلة ورائعة لوطننا الجميل .

سابعاً: الأماكن والمحلات التي تقدم خدماتها للقادمين والمستقبلين في غاية الترتيب والنظافة والنظام فالإحسان في التعامل معها .

ثامناً: أن يكون المستقبل لبقاً في استقبال أهله وذويه وأقاربه وأصحابه ، ويظهر الفرح والسرور والبهجة على وجهه ويده .

تاسعاً: أن يدعو للموظفين والموظفات من القطاعين الحكومي والأهلي الخاص على الجهود الطيبة الجميلة التي تقدم في استقبال القادمين.
ولإدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة المميزة والرائعة.

عاشراً: أن يكثر الجميع من القادمين والمستقبلين من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي اعهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه .

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى