كُتاب الرأي

الفضفضة تعرٍّ صامت للمشاعر

بقلم / موضي العمراني

الفضفضة تعرٍّ صامت للمشاعر

في عالم مليء بالتحديات والضغوطات اليومية يصبح الإنسان في بعض الأحيان بحاجة إلى فسحة من الأمان الداخلي ليخلع عن نفسه عباءة الصمت والتراكمات النفسية وفي هذه اللحظات تأتي الفضفضة كنوع من التعرّي… ولكن ليس تعريا جسديا بل تعرّي بالمشاعر.

الفضفضة ليست مجرد كلمات تُقال بل هي كشف عن أعماق القلب حيث تُنزع أقنعة الظهور والتكلف ويُطلق العنان لحميمية النفس. هي حالة من الانفتاح على الآخر حيث نعرض مشاعرنا كما هي دون تزييف أو تمويه وفي هذه اللحظات يبرز الإنسان في أبسط وأصدق حالاته.

لكن الفضفضة ليست عملية آمنة دائمًا فالمشاعر التي تنكشف قد تجد من لا يستطيع التعامل معها بالشكل الصحيح ما يسبب المزيد من الضعف أو الألم. في تلك اللحظات قد يصبح التعرّي بالمشاعر عبئا إضافيا ويُشعر الشخص بالندم على ما كشفه.

ورغم المخاطر فإن الفضفضة تبقى ضرورية في حياة الإنسان فهي تتيح له فرصة لتفريغ مشاعره المكبوتة والتمتع ببعض الراحة النفسية إنها العلاج النفسي البسيط الذي يحتاجه البعض كي يتجاوز ألمه أو حيرته.

في النهاية الفضفضة هي نوع من التعرّي العاطفي الذي يعتمد على الثقة بالآخر هي أن تضع قلبك أمام شخص آخرتاركا وراءك كل الأقنعة التي قد ارتديتها طوال حياتك وكم هو رائع عندما تجد من يقدّر هذا التعرّي ويقبل بتعريتك العاطفية ويُعيد إليك الأمان مرة أخرى .
ومضة :
الفضفضة تعرٍّ صامت للمشاعر لا يراه إلا من أنصت بقلبه.

كاتبة رأي وشاعرة

 

 

موضي العمراني

كاتبة رأي وإعلاميّة وشاعرة

تعليق واحد

  1. يا لها من كلمات آسرة وعمق إنساني نادر!
    لقد أبدعت في رسم صورة بالغة الصدق والشفافية عن الفضفضة بوصفها تعريا للمشاعر، لا يدركه إلا من أصغى بقلبه.

    الأستاذة المبدعة موضي العمراني لا تكتب فحسب، بل تنسج من الحروف مرآة لروح الإنسان في أضعف لحظاته وأصدقها. أسلوبك رقيق، حميمي، يحمل القارئ بلطف نحو جوهر التجربة الإنسانية التي كثيرا ما نخجل من البوح بها.
    تستحقين كل الثناء على هذه الرؤية الناضجة واللغة العذبة التي مزجت بين الحكمة والمشاعر، وجعلت من الفضفضة مساحة مقدسة لا ضعف فيها، بل شجاعة وصدق وثقة. مقالك دعوة راقية للتواصل الحقيقي مع الذات ومع الآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى