كُتاب الرأي

( الغيرة السامة )

 

 

( الغيرة السامة )

هناك نوع من الشخصيات يهزها نجاح غيرها ويخنقها تفوقهم ، ويحشرهم في زاوية ضيقة جدا من الوسوسة وفرط التفكير لايجاد طرق ناجعة وأساليب مبتكرة فقط لاسقاط ذلك الشخص المتميز والناجح .
برغم أن نجاحهم قد لا يؤثر على تلك الشخصيات الحاقدة والغاضبة، ولا يمسها لامن قريب ولا من بعيد ، إلا أنه يزعجهم أي نجاح للغير ويتمنون دائما أن تكون القمة لهم فقط وأي نجاح لغيرهم يعتبرونه خطراً رئيسياً يهدد وجودهم ويؤثر على مكانتهم ويزعزع ثباتهم .
هذا النوع من البشر يوجد لديه حالة نفسية واضطراب في الشخصية مما يدل على انعدام الشعور بالأمان وعدم الثقة في أنفسهم وقدراتهم بالإضافة إلى وجود أمراض ذهانية حقيقية في الإدراك والأحكام العاطفية، وهذا مبرر لشعورهم بالقلق والخوف الدائم من سقوطهم بارتفاع الغير حتى وإن كان ارتفاعا طفيفا على سطح بحر النجاح ، لمقارنتهم المستمرة بينهم وبين غيرهم وشعورهم أن نجاح الآخرين يعني سقوطهم .
يكرهون الخير للغير ، ويتمنون زواله وهذا النوع من الحسد والغيرة مذموم وقد نهى عنه ديننا الحنيف ، ومنافي لأمر الله تعالى ورسوله بأن يحب المرء لأخيه مايحبه لنفسه ، وأمرهما بأن يكون العبد في عون أخيه لتحصل له المعونة من الله سبحانه وتعالى حيث قال صلى الله عليه وسلم “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” .
ونصيحتي الدائمة لمن يجد في نفسه مثل هذه الخصلة والطبع أن يترفع عن وسوسة الشيطان وأن يؤمن بالله ولا يعترض على أمره فماحصل لغيره هو نعمة أنعم الله به عليه ورزق رزقه الله إياه .
لأن هذا الطبع يقدح في كمال الإيمان ،ويكون مدخلا لسوء العلاقات ، والقطيعة ، وإيغار القلوب ضد بعضها البعض ، وقد يتمادى الشخص بسببه فيصيب غيره بالأذى الكبير والمشاكل المختلفة ..
يجب علينا جميعا الوقوف بجانب بعضنا ، وأن نفرح لكل نجاح وتقدم لأي أخ أو زميل أو صديق أو حتى شخص لانعرفه، ونبارك هذا التقدم ونتمنى له الخير،
فقد قال ﷺ: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه”.
وبدلا من هذه الغيرة السامة ، والحقد والحسد الضار فعلى الشخص أن يتساما عن هذه المشاعر ، ويترفع عن السقوط في وحلها ، ويحولها بعزيمة وإصرار للعكس فتفيده ولاتضر غيره .
فيعمل على تطوير نفسه ورفع مستوى امكانياته وقدراته ، والبحث عن مواهبه ومميزاته ، وايجاد فرص نجاحه وتقدمه.
ليكون متفوقا ويسير في ركب الناجحين بالتركيز والعمل فقط على ذاته ، وتوجيه تلك الطاقة السلبية ضد غيره ، لطاقة ايجابية نحو نفسه ، ويفرغ ذلك المجهود الكبير الذي يريد أن يبذله لاسقاط غيره ، ليجعله لرفعة وعلو شأنه ومكانته ومركزه.
فالاشتغال بالنفس نعمة ، والاشتغال بالغير نقمة ..
ختاما نقول ..
( القمة تتسع للجميع ).

بقلم / فتحية علي

 

 

فتحية علي

كاتبة وقاصة و شاعرة ومشرفة ( قيثارة الالهام )

‫12 تعليقات

    1. فعلا ، إذا اقتنعنا بهذه المقوله سنوجه كل جهد للتميز حتى نكون مع الناجحين وليس ضدهم ..
      شكراً لمرورك الجميل أ نداء

    1. للأسف ،ولكثرت حصوله قديسلب كل ايجابية في مكان العمل ويعطل سيرة بلا فائدة..
      شكرا ً أ ابتسام على مرورك وتعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى