كُتاب الرأي

(العراق وفقد هويته العربية)

محمد سعد الربيعي

 

(العراق وفقد هويته العربية)

منذ أن سقطت العراق في حربها الخليجية الثانية ، ووقعت في براثن ايران المجوسية ، وانهزم العراق العربي الأشم ، وجيء بالأوباش عملاء ايران واستولوا على السلطة ، ومنذ ذلك الحين أي من بداية التسعينات الميلادية في القرن الماضي الى الآن وبغداد أصبحت محط بكائيات وملاطم الفرس ، ورايات سوداء ، وعلاقات تحت بند الرذيلة بمسميات المتعة التي تخرب بها ايران كل مكان تحتله أو تسيطر عليه ، حيث تكون هذه الرذيلة مدخلاً لإستجلاب المريدين في الدخول تحت النفوذ الايراني البغيض ، ومن هنا فقدت العراق عروبتها واصبحت مرتعاً لايران وشيعتها المتطرفة.
مايحدث في بغداد منذ سقوط نظام صدام حسين الى الان يعد نهاية هذه الدولة العربية التي كانت تضم بين رفاة دجلتها العلماء والمفكرين ، والمبتكرين ، وكل ماكان يدعم الفكر العربي ، وكذلك في مختلف العلوم الطبية والتقنية وكل مايخطر على بال العرب الذين فقدوا العراق وعروبته .
يقال في الأمثال العربية من يبكي على اللبن المسكوب ، نعم لقد قامت ايران بتدمير كل شيء في العراق يمت لعروبته ، وأدخلت شبابه في كل رذيلة ، وأسقطتهم في أتون المخدرات ، والدعارة المقننة تحت اسم زواج المتعة ، ونزعت منهم كل مايذكرهم بأمجادهم ووقوفهم في وجه المد الخميني في الثمانينات الميلادية ، وهو ما أدى بالتالي لهزيمة الفرس واندحارهم في داخل أراضيهم .
مايحدث الآن في العراق لايبشر بالخير فقد أصبحت ايران ساحة ايرانية ، تسيطر عليها بحرسها الثوري ، ومليشياتها الشيعية ، وبحكوماتها المتتالية ذات الانتماء الشيعي الفاقد لأهليته .
إن في وجود معسكرات الحرس الثوري في مناطق كثيرة بالعراق يفقد هذه الدولة العراقية للأسف حق سيادتها فوق أراضيها التي تتمتع بها كل دول العالم ، ناهيك عما يتداول هذه الأيام ومن خلال الضربات الامريكية على اليمن من وجود معسكرات حوثية فوق الاراضي العراقية رغم محاولات النفي التي تتم بإستحياء من بعض قادة هذه الدولة العسكريون الذين لاينبسون ببنت شفة أمام أي جندي من حرس ايران الثوري ، وربما يتلقى التوجيهات منه!
من واقع هذا الحال الذي تعيشه العراق ، وفي ظل وجود المليشيات الشيعية تحت ولاءات مختلفة لايران دون غيرها ، وتمترس هذه مع عناصر الحرس الثوري ، وكذلك مع المليشيات اليمنية يعطي انطباعات مؤكدة وهي ان ايران تعمل على عدم فك ارتباطها الوثيق بالعراق ، وترى فيها الان بعد استراتيجي لها لايمكن الفكاك منه ، ويساعدها في ذلك وجود عملائها شيعة ايران الذين يسيطرون على كل مقاليد الحكم في العراق .
إن في إعادة رسم خريطة الشرق الاوسط ، وربما محاسبة امريكا لنفسها ، واعترافها بتسليم العراق على طبق من ذهب لحكومة ملالي ايران هو ماقد يعيد رسم هذه الخريطة ، واعادة العراق كما عادت سوريا لحضنها العربي ، وطرد كل المليشيات الايرانية من المنطقة ، هو ماقد يحدث في المستقبل القريب بمشيئة الله .
وتحت هذه الإرهاصات التي تعيشها ايران ، وخشيتها من تحول البوصلة الامريكية لطهران ، وتحرير بغداد من الربق الايراني ، وهو ماتعيش هاجسه امريكا ، ورأت فيه ظاهريا ربما أنها اخطأت في حق العراق والعراقيين عندما تركتهم لقمة سائغة لملالي ايران تحت ذرائع مختلفة حينذاك ، وهي الان تريد اصلاح خطأها ذاك ، واعادة العراق لتكون دولة ذات سيادة ، وخارجه عن التسلط الايراني المقيت .
ومن خلال كل ذلك الذي يحدث في المنطقة لا أعتقد أن ايران ستفرط في العراق ، لاعتبارات كثيرة لعل أولها وجود الحاضنة الشيعية العميلة لايران في العراق والتي كما أسلفت تسيطر على بغداد ، وكذلك فإن ايران سترمي بثقلها خلف عدم فقدانها للعراق ، لانها في حالة تحرر بغداد من سيطرة ايران ، فالمؤكد هو سقوط طهران ، وهو ربما ماتسعى له بعض القوى العالمية وخاصة بعد أن فقدت ثقتها في طهران وملاليها ! إضافة لقطع ذيول ايران في المنطقة وهو ماتسعى له القيادة الجديدة في واشنطن .

كاتب رأي 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى