الضلع الذي لا يميل

✍🏻 حصة الجهني

لاشيء أشد وجعًا ولاوجدًا من ألم الفقد … وليس أي فقد!!

عندما نفقد العضد والكتف الثابت والضلع الذي لايميل .
إنه الأخ .. السند والوتد والعصا التي نتكيءُ عليها في وسط عواصف العمر .
من واسانا في النوائب ، وأثرنا في الرغائب .
الأخ الذي حمل كل معاني الأخوة والمسؤولية والاحتواء والرحمة .
إن رأى منَّا حسنة عدّها ، وإن رأى سيئة سدَّها !
من فاضت بالخير يمناه .. ورعتنا بالرحمة والمودة عيناه .
غادر الفانية وروحه معنا باقية .
رجل المواقف والمهمات الصعبة .فكل منَّا يتذكر له موقفا لايقفه إلا من كان في منزلة الأب !
قلبٌ جمع برحمته ورقته قلوبنا .
أحسن الجوار وأكرم الأهل والأصحاب .
طاب ذكره بين الناس وشهدت له فضائله فما مات !

ماماتَ منْ فَوْقَ الثَّرَى تحيَّا مَنَاقِبهُ ياحامد بِالنَّدَى قَدْ شَهِدَتْ لَكَ الْأُمَمُ

فمن كان له أخ كريم رحيم فلا يبتئس ،ولا يحزن ،ولينعم به في حياته ، فهو شقيق الروح إن غادر . يغادر معه نصفنا الأقوى .
وقد قال تعالى – حكاية عن موسى – عليه السّلام – عندما علم أن المهمة في دعوة فرعون عظيمة تحتاج لدعم ،وإعانة قوية .
طلب الاستعانة بأخيه ، ينصرة ويعينه ويدرأ عنه فقد قال تعالى :
” وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ” [طه:29-32].
فأجابَه اللهُ –تعالى- سؤالَه، وأقرَّه على ذلكَ: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) [القصص: 35].
فلن يكون أحد في عونك -في أحلك الظروف وأصعبها – مثل أخيك !

” أَخُوكَ الَّذِي يَحْمِيكَ فِي الغَيْبِ جَاهِدًا
وَيَسْتُرُ مَا تَأْتِي مِنَ السُّوءِ وَالقُبْحِ”

” وَيَنْشُرُ مَا يُرْضِيكَ فِي النَّاسِ مُعْلِنًا وَيُغْضِي وَلا يَأْلُو مِنَ البِرِّ وَالنُّصْحِ”

فاللهم ارحم أخي و من رحلوا عنّا واجعلهم في ظلٍ ظليل ورحمةٍ ونعيم واجعل عن أيمانهم نوراً وعن شمائلهم نوراً حتى تبعثهم آمنين مُطمئنين يا أرحم الراحمين .

كاتبة رأي وقاصة وشاعرة