الصيام ضابط لغرائز الإنسان وانفعالاته

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
الصيام ضابط لغرائز الإنسان وانفعالاته
تقول الحكمة: هل تعلم أن الجوع هو العنصر الأول في ضبط النفس؟ فإذا كنت تستطيع التحكم في ما تأكله وتشربه، فيمكنك التحكم في أي شيء آخر.
وهذا صحيح، فالإفراط في الأكل والشرب وعدم القدرة على تحمل الجوع ولو لفترات قصيرة قد يكون علامة على ضعف الإرادة وعدم القدرة على السيطرة على غرائز وانفعالات النفس.
ويوجد في الإنسان كثير من الغرائز والمشاعر التي وضعها الخالق سبحانه فيه ليتمكن من العيش والتواصل ومنها غريزة الأكل والشرب والجنس وحب السلطة والمال ومشاعر الحب والكره والفرح والحزن والخوف والغضب.
وإذا لم يتعلم الإنسان كيف يتحكم في غرائزه وانفعالاته ويتعامل معها بعقل وحكمة سيطرت هي عليه وقادته لكل شرٍ وبلاء وكانت سبباً في تعاسته أو مرضه وهلاكه.
يقول الشاعر أبو العتاهية رحمه الله:
وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ
وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ.
والصبر على مكابدة غرائز وانفعالات النفس وضبطها ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى الكثير من الإرشاد والممارسة.
يقول الشاعر العماني سعيد بن محمد الغشري رحمه الله:
قِتَالُ هَوىٰ النَّفسِ الدنيةِ يا أَخي
أشـدُّ عَنـاءً مـنْ قِـراعِ الكَتائبِ،
وردُّكَ هَـذي النَّفـسَ عـنْ شَهواتِها
لأصْـعبُ منْ ضَربِ الطِّلا في المَضاربِ،
فمـَنْ لهَواهـَا مالِـكٌ صَـارَ سيِّداً
شُـجاعاً كريمـاً حازَ كلَ المَناقبِ.
ومن العوامل التي تساعد على ضبط غرائز النفس وانفعالاتها: