كُتاب الرأي

الصديق الأصيل: قيمة نادرة لا يغيرها الزمن

✍️ الكاتبة / سلامة المالكي

الصديق الأصيل هو ذلك الشخص الذي يقف بجانبك في كل الأوقات، يشاركك أفراحك وأحزانك، ويظل دائما -على أهبة الاستعداد- لدعمك مهما كانت الظروف إنه ليس مجرد رفيق لطيف للمناسبات السعيدة، بل هو صديق يقدم لك الدعم الحقيقي في أوقات الشدة والمحن. يعد الصديق الأصيل ثروة حقيقية، بل ربما يكون أثمن من كل الثروات المادية، لأنه يمثل قيمة معنوية لا تقدر بثمن.

الصداقة الأصيلة ليست مجرد علاقة وقتية تنتهي بزوال المصلحة أو تغير الظروف، بل هي رابط يمتد ويستمر، يترسخ بمرور الزمن ولا يتأثر بالمتغيرات. فالصديق الأصيل هو من يفهمك دون الحاجة إلى تفسيرات مطولة، وهو من يقدر مشاعرك ويعرف كيف يساندك دون أن يطلب منه ذلك. وهو الشخص الذي يرى حقيقتك دون أقنعة، ويقبلك كما أنت بعيوبك ومزاياك.

لكن يبقى السؤال: هل يمكن أن يغير الزمن الصديق الأصيل؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نفهم أن الصداقة الأصيلة تنبع من أعماق القلب، وهي ليست مبنية على المصالح أو الظروف المؤقتة. قد يمر الصديقان بظروف صعبة أو يبتعد أحدهما عن الآخر لفترات طويلة بسبب الحياة والعمل أو مشاغل الحياة، ولكن الصداقة الحقيقية لا تتأثر بهذه التغيرات. على العكس، قد تجعل هذه الظروف الصعبة العلاقة أكثر قوة وصلابة. فالصديق الأصيل يبقى دائما في القلب، وعندما تتلاقى الطرق من جديد، تجد أن الروابط لم تنكسر وأن المشاعر لم تتغير.
ومع ذلك، قد يحدث أن يغير الزمن بعض الناس بسبب تجاربهم أو تغيرات في حياتهم، وقد تتأثر الصداقة بين الأصدقاء. لكن إذا كانت هذه الصداقة أصيلة وحقيقية، فإنها ستظل قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، حتى وإن تغيرت بعض التفاصيل. فالأصل في الصداقة هو الولاء والصدق والإخلاص، وهذه القيم لا تتغير بتغير الزمن.

في الختام، يمكن القول إن الصديق الأصيل هو هبة من الله ، وثروة لا يمكن أن يقدرها الزمن أو يؤثر عليها. قد يمر الأصدقاء بتحديات وصعوبات، وقد تبعدهم المسافات والظروف، ولكن الصداقة الحقيقية تبقى دائما قوية وعميقة، لا يغيرها الزمن ولا تهزها الرياح. إنها واحدة من أجمل الهدايا التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في حياته، ويجب الحفاظ عليها بكل حب واهتمام…

كاتبة و مؤلفة

 

 

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى