الشَاعِريّة
أين شِعرُ الشِعر ؟أين الشّاعريةْ ؟
أين ما تهواه (ليلى) العامريةْ ؟!
لم يعد ( قيسٌ ) كما تعهده !
سافرت فيه التباريح القصيّة !
ونأى عنها الى وادي القرى
حاملاً في جيبه أغلى الهديّةْ
فهناك الغِيدُ تزهو عنوةً
في مراعيها على الأرض النّديّة!
******
نسي القلبُ معانيه التي
تسحر الألباب في النفس الغويّة
وتشق الروح في الروح التي
دأبها في عالم الروح القوية
ضمختْ كل النواحي عطرها
فعلام. العطر لا يغوي الرعيّة !
وعلام الحسن يبدو ذابلاً
والجمال العذب عذري البريّة !
******
غلب الناسَ سرابٌ ساحرٌ
يُبصرُ الأغراض من خلف الرميّة
يجمع الأبصار في إبصاره
ويُمنِّياها.!! كما تُغْوى الصبيّة
ضرب الوهم على ذاك الحمى
وعلى تلك الملذات الغنيّة
إنه يهوى حياة بضّةً
ويُغنّي للحياة النرجسيّة !!
******
نظر الناظر في كل الحمى
ولم تعد في الشاعر الحر الهُويّة!
قَلّبَ الأفكار في معراجها
فرأى في القوم سوداء الطويّة
ينثر الناثر شيئاً تافهاً
يدّعي في قوله أسمى عطيّة
والسما والأرض والدنيا ترى
أنهم من شقوة الفن الضحيّة !!
******
عجباً للناس ! لا تهوى سوى
خامل الفكر ! وعلى النفس الغبيّة
وترى في الليل آثار السنا
وهي تعمى عن مخازيه الرديّة
تبصر البحر فلا تركبه
وهو يحوي من معاليه العليّة
وترى الأشواك من فوق الثرى
والأفاعي تحتها تنوي الأذيّة!
******
لم يعد في الشعر ما يُغري الفتى
سافرت في غمرة اليأس القضيّة !
وأضاع القومُ كنزاً باذخاً
عبقرياً!! ينتشي في العبقريّة
قرمزياً طافحاً يُغري المدى
ألف معنى في المعاني القرموزيّة
يحملُ الأفراحَ في كل الورى
وعلى كل الورى يُلقي التّحيّة !!
******
