كُتاب الرأي

(الشللية .. وأثرها )

 

(الشللية .. وأثرها )

في كل بيئات العمل المختلفة يكون الجميع وبكل مايملكون من امكانيات وقدرات ومقدرات ومواهب يعملون على قدم وساق من أجل السعي الحثيث لإنجاح الأعمال المختلفة المنوطة بهم ، وبذل قصارى جهدهم للوصول للنتائج المرجوة والمراكز العالية ..
وهم يشحذون الهمة لتحقيق هذه الأهداف السامية لأنها أهم مايحرك ويفيد أي عمل في أي مجال من مجالات العمل المختلفة ..
غير أن أكثر مايفسد بيئات العمل ، ويهدم جهودها ، ويمزق كيانها ، ويودي بها للفشل التكتل والتجمع والتبعية من قِبل مجموعة من الموظفين الذين يحاولون التقرب من شخص واحد وبالغالب يكون في منصب قيادي في العمل مثل المدير أو من ينوب عنه ، والقيام بالإلتفاف حوله ومحاولة التأثير على سير قرارات العمل من خلال التأثير عليه ، وهذا مايشاع تسميته بــ ( الشللية ).
فعندما يكون لكل مسؤول شلة معينة ومصطفاه ومقربه له ، تتمتع بكامل الحرية والحقوق والتي قد يكون بعضها ليس لهم فيها وجه حق لكونهم فقط من الشلة المقربة كلما أدى ذلك إلى ايقاع الأذى والظلم والتفرقة التي تسبب بلا شك النخر في بنية العمل ، وتصديع أركانه ، ونقض صلابته ،والوصول به في النهاية للهدم والعدم ..
خصوصا إذا كانت هذه الشللية قائمة على أشخاص مضرين وذو تأثير سلبي ولاتهمهم سوى مصالحهم الشخصية ، ويضربون بمصلحة العمل ومن فيه عرض الحائط ..
ولكونهم ذا سطوة على غيرهم من العاملين معهم وقادرين على حجب الحقائق وتدليس الواقع عن الشخص المسؤول فلهم القدرة على إلغاء عقله ، وتشتيت تركيزه ، والتأثير على قراراته ، والتفريق بينه وبين من يعمل معهم ..
مثل هؤلاء وهذه الأجواء تُنهي كل معنى للتميز والنجاح ، وتحرم كل موهوب في هذه البيئة من تحقيق حلمه مهما كانت مميزاته من الوصول للمكانة التي يستحقها ، وتتحول للأسف إلى بيئة طاردة ومنفرة لأي موظف نزيه يحاول إثبات ذاته من خلال العمل الجاد والجهود الحثيثة التي يبذلها في مجال أداء عمله بكل إخلاص وتفاني .
فبدلا ًمن أن تكون مقاييس العمل والمحرك الأساسي لكل الموظفين الإبداع والابتكار والجدية والإتقان والإخلاص وغيرها من المميزات ، ويكون الفيصل المهم لإنجاح العمل هو التفاني والاجتهاد والتميز ، وتكون البيئة جاذبة ومرغوبة يحدث العكس تماما ..
لذلك من المهم جداً على كل شخص يجد أنه أصبح في موقع مسؤولية اتخاذ وتطبيق كافة الأسباب والأساليب الناجعة والناجحة التي تحمي بيئة العمل من مثل هذه الظواهر الهادمة .
وأجد أهم هذه الأساليب اتخاذ منهج الباب المفتوح والصوت المسموع لكافة موظفيه بكل احترام واهتمام سواء بسواء .
وعليه أيضا ً أن يكون قائداً عادلاً مراعياً متفهماًبقدر الإمكان ، وموجهاً ومحفزاً جيداً للجميع ، وناصحاً وأخاً ومرشداً ومسانداً لكل من معه بكل محبة ومهنية ، ليكون حقا قائداً ناجحاً ، وذا حضور مهاب وقادر على السيطرة على كافة الأمور بتفرد وتمكن ، وذا قيمة كبيرة ومثالاً يحتذى به لدى كل من يعمل معه من أصغر موظف لأكبرهم .
فهو المسؤول الأول عن توفير بيئة جاذبة ومريحة وعادلة ومنضبطة .
ومتى ماتوفرت هذه البيئة سار العمل بإذن الله على خير مايرام ووصل للنجاح والتقدم في كل مهامه.
وهذا مانسمية العمل
” بروح الفريق الواحد”.
وفي النهاية نذكر قوله ﷺ: ” كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته”.
فلنحرص جميعاً عندما نكون في موضع المسؤولية أن نكون قدوةً حسنةً ،وذو سيرة ٍعطرةٍ ، وماض ٍ مشرف ..
فنحن جميعاً يتقدم بنا العمر ، وسيأتي يوم ونغادر مكاننا ونتركه للآخرين .

بقلم الكاتبة/فتحية علي

فتحية علي

كاتبة وقاصة و شاعرة ومشرفة ( قيثارة الالهام )

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى