( الشعبويات الفارغة )

نعيش ولله الحمد في دولتنا المملكة العربية السعودية عيشة هناء ونعمة ورغد يحسدنا عليها الآخرين ، يضاف على ذلك نعمة الأمن والأمان الوارفة من أقصى هذه الدولة شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالا.
نِعَمٌ نباهي فيها الأمم ، بل يتباهى بها أيضاً من قدِم لدولتنا أو أقام فيها من عربٍ وعجماً أوخلافهم .
أنعم الله علينا وعلى دولتنا بقيادة حكيمة وعادلة ومحببة لدى شعب هذه الدولة ، حيث عرفوا بتواضعهم وإنسانيتهم وكرمهم وحلمهم وهم أسرة وملوك هذه الدولة سواء كانو حكاماً أو من الأُسر الكريمة المحكومين ، وهم يعدّون مواطنيين فيها مثلهم مثل أي مواطن آخر .
وقد أفرزت الطفرة التي نعيشها منذ بداية هذا القرن والتي تميزت فيه المملكة بالرخاء أسر كانوا أوأفراد أنعم الله عليهم بنعمة الغناء أي ( الثراء ) و أصبحوا في عداد مليونيرات البلد ، ومنهم من عرف حق الله فيما رزقه وآخرون ربما تباهوا من الغنى والرفاهية ، وأصبحوا من المشاهير بين الناس .
كما أفرزت الثورة المعلوماتية الأنترنت والثورة الرقمية والشبكة العنكبوتية والويكبيديا آخرون تسلقوا سلم هذه التقنية وأجادوا استخدامها لخدمتهم ونشر شهرتهم وثرائهم وشراء المتابعين والنشطاء السماسرة لهم في المواقع الإلكترونية أو الشعبوية ، وتلبس أولئك المشاهير لباس الغنى والثروة وركبوا السيارات الفارهة ، وسلموا المنح والهدايا والفلل وتذاكر السفر للخارج ،والحبل على الجرار فيما يفتعله ماسُميوا في هذا العصر بمشاهير الأنترنت والثورة المعلوماتية .. واستخدموا الدعاية الرخيصة لهم من أجل إبراز مواهبهم وشهرتهم وأسمائهم بين الناس وهم كثر للأسف ، ومنهم من أصبح بالفعل غنياً ومنهم من لازال يطارد شبح الغنى للحاق به ممتطياً ظهر هذه التقنية الجبارة .
منذ مدة ليست بالقصيرة خرج لنا أُناس آخرون من ماسمي بهؤلاء المشاهير ، وقد اهتدوا لحياكة أعمال وتصرفات أخرى وهي إصطحاب حماية لهم من ( البودي قارد ) عند حضورهم الاحتفالات والعزائم التي قد تعد بتخطيط منهم لإظهار هذه الصفة الجديدة لهم من أجل التباهي أمام المواطنين ومتابعيهم في طريقة مبتذلة لم تتوافق مع مايتميز به الشعب السعودي من صفات كريمة وعزيزة وأنفة نفس ، وللأسف لم تتوقف هذه الحيل والطرق الابتزازية على هذه المواقف المتعلقة بحفظ أمنهم حسب زعمهم وتوزيع أموالهم وفللهم …. الخ
من المزاعم المكذوبة المصورة من أجل زيادة المتابعين وملء أرصدتهم البنكية نتيجة تلك المزاعم والوعود الفارغة .
وصل هذا الأمر مؤخراً أن قام أحد شيوخ قبيلة من قبائل المملكة عريقة وضاربة جذورها في التاريخ أن امتطى ظهر بعض الشبان من قبيلته ورفعوه على نعش الموتى وثبتوا له كرسياً على ذلك النعش ورفعوه فوق رؤوسهم وهو ينادي ويرحب ويتجه لمقر أحد احتفالات قبيلته .
إذاً نحن أمام ظواهر مخلة بالآدب والأمن في حالة استشرائها ، والمؤكد أنها ستعطي انطباعات سيئة عن المجتمع السعودي بين المجتمعات الأخرى خاصة وإن لم يضرب بيد من حديد على من يمارس هذه الظواهر الدخيلة علينا وعلى مجتمعنا ، ويستخدمها في تحقيق مصالح شخصية له أو تخل بآداب المجتمع ، وتخلق حالة من حالات النفور من التفاخر الممارس والأكاذيب من عناصر مريضة تعاني من نقص الشخصية .
اللواء / محمد سعد الربيعي
سعادة اللواء :
اسعد الله اوقاتك بكل خير :
مقالك رائع جداً بنظرة خبير وإلتقاطة رائعة لما آل عليه الحال من بعض مشاهير الفلس كما يطلق عليهم البعض من التباهي والتفاخر دون مراعاة لمشاعر ميسوري الحال والفقراء من أبناء هذا الوطن أو من المقيمين على ترابه ..
ووصل بهم الحال لإبعد مدى من التفاخر ..
وما الشخص الذي أشرت اليه محمولاً على نعش ويجلس على كرسيه إلا من إفرازات هذه المفاخرة والهياط المذموم بين افراد مجتمعنا ..
شكراً لقلمك الرائع .. ننتظر المزيد منك لعلمنا عن مدى حرصك وتفانيك في خدمة هذا البلد وولاة أمره حفظهم الله ورعاهم .
تقبل تحياتي .