الشراكة السعودية الأمريكية

الشراكة السعودية الأمريكية
تأتي زيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب للمملكة، بصفتها أولى زياراته الخارجية للمرة الثانية خلال فترتيه الرئاسيتين، ودعمًا للعلاقات السعودية الأمريكية، وتأكيدا لمدى التقدير الذي تحظى به المملكة العربية السعودية من الجانب الأمريكي، والدور المؤثر للمملكة العربية السعودية الإقليمي والدولي، امتدادا للعلاقاتُ الثنائيةُ بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي ترتكز على أسس راسخة مبنية على الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة، نظراً لتاريخها الذي يعودُ إلى عام 1931م،
وتحظى تلك العلاقة بمكانة خاصة لدى الجانبين؛ فعندما بدأ الكشف النفط في المملكة منح حينها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – حقَّ التنقيب عن النفط لشركة أمريكية وتوقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933م
ودعمت هذه العلاقة المبدئية الأولى الجانب الاقتصادي بين البلدين، وأضحى ذلك التعاون بأن تكون المملكة العربية السعودية ذات قوة اقتصادية عالمية، ولها قرار سيادي في المنطقة، بل في العالم، حتى أصبح ذلك الارتباط نموذجًا راسخًا بين البلدين الصديقين، على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل، وقائم على عقود طويلة من التعاون البنّاء، وممتدً إلى شراكات إستراتيجية شاملة، بما يحقق مصالح البلدين، وتطلّعات الشعبين الصديقين.
وعزز الجانب الأمريكي اعلان رؤية المملكة 2030، وتنفيذها، وتحقيق أهدافها، والتي تمثل خطة إستراتيجية للتحول الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية، وزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان، وزيادة الاستثمارات السعودية في القطاع الخاص الأمريكي بما يحقق مصالح البلدين.
إن العلاقة السعودية الامريكية أرست التعاون المتنامي بين الشريكين العالميين، في شتى المجالات، وتبادل المصالح والعمل على السلام، وحل قضايا النزاع في العالم، وتسخير المملكة العربية السعودية تلك الروابط لخدمة مصالحها الوطنية، وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
واليوم يتطلع العالم إلى اللقاء التاريخي الذي يجمع بين الحكومتين السعودية والأمريكية، ويتطلع العالم إلى العلاقات بين المملكة وأمريكا بصفتها مرتكزًا أساسيًا لتعزيز أمن واقتصاد المنطقة والعالم، لما يُشكله البلدان من دور محوري في جهود تعزيز الأمن والسلام انطلاقًا من مكانتهما وعضويتهما في مجموعة العشرين(G20). وفي إطار تعزيز الأمن والسلام العالمي استضافت الملكة العربية السعودية في2025 عددًا من المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية.
ومسيرة العلاقات بين البلدين شهدت مفاصل مهمة في التاريخ، من أبرزها الزيارات المتبادلة على مستوى القيادة، لبحث وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والاهتمام المشترك في مناقشة القضايا الإقليمية والدولية. ونتج عن ذلك التعاون المشترك توقيع وتبادل عددٍ من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية للإسهام بناء استثمارات وصناعات واعدة، ونقل المعرفة وتوطين التقنية، وتوفير فرص العمل في كلا البلدين.
وتبادلت المملكة العربية السعودية اتفاقيات وشراكات دفاعية في مجالات الصناعات العسكرية والحربية، بالإضافة إلى التعاون على مكافحة الإرهاب والتطرف،وكان ذلك الاهتمام من أبرز مجالات الشراكة الإستراتيجية بين المملكة وأمريكا، حيث أسهم التعاون الثنائي بين البلدين في مواجهة التحديات بالمنطقة والعالم، وتحقيق إنجازات مهمة في التصدي للإرهابوالتطرف، حفاظا على أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.
كما أن الشراكة السعودية-الأمريكية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، وأثمرت العلاقة عن اشتراك البلدين في هدف واحد ورؤية واحدة، تسعى لئن تكون المنطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار، ومن ملامح التأكيد على عمق الشراكة التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، إبرام العديد من الصفقات التجارية والتيتسهم في إيجاد الوظائف، وتعزيز برنامج الإصلاح الاقتصادي للمملكة ضمن رؤية المملكة 2030.
ويمثل تعزيز الولايات المتحدة الامريكية الدائم لطموحات الملكة العربية السعودية دليلا على عمق الروابط بين البلدين، كما عزز الجانب الأمريكي اهتمام المملكة العربية السعودية بتنفيذ مبادرات «السعودية الخضراء» والشرق الأوسط الأخضر»، والمشاركة في منتدى الاقتصادات الكبرى للمناخ والطاقة، وانضمامها للتعهد العالمي للميثان، مشيدًا بمكانتها كعضو مؤسس في منتدى الحياد الصفري لمنتجي الطاقة، وبإعلان المملكة استهداف إنتاج 50% من الكهرباء عن طريق الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وفيما يلي عرضا لأبرز جوانب العلاقة السعودية الأمريكية:
إن هذه الزيارة التاريخية تأتي لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إلى جانب اهتمام الإدارة الأمريكية بتوطيد العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والاستثمارية، وتقديرها الكبير لقيادة المملكة الرشيدة -أيدها الله-.