نادي القصة

الشجرة

 

الشجرة

 
جاءهم الربيع بعد شتاء قارس ..
أزهرت الشجرة المجاورة للمنزل ..
ارتفعت سيقانهاالخضراء المزركشة بالزهور الصغيرة الرقيقة ، وكأنها تُسلم على السماء الزرقاء بفرح وسعادة..
كأصابع أطفال النورالذين يلوحون للسحب ، ويداعبون الهواء ، ويطيرون مع العصافير الملونة في ملكوت الله..
وبالمقابل امتدت جذورها ضاربة في عمق الأرض، كصلات رحم موغلة في القدم ، عبر تاريخ قبيلة أجداد ماتوا وورَّثوا عاداتهم الثابتة لأبناءهم عمرا ً لانهائي متصل من أكبر جد لأصغر حفيد في رحم أمه.
جاءهم الربيع والبيت يعلوه الهدوء وتدب فيه السكينة المختلطة مع رائحة ذكريات موت الأب الحنون والتي توغلت بين ذرات لبناته الطينية القديمة وبين أنفاس أهله ومحبيه..
ذلك الأب الذي زرع هذه الشجرة المباركة وتركها رمزا لمن بعده على استمرار الحياة حتى وإن زارهم الموت يوما وكأنه يقول ( لاتحزنوا فملتقانا الجنة بإذن الله )..

بقلم / فتحية علي

فتحية علي

كاتبة وقاصة و شاعرة ومشرفة ( قيثارة الالهام )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى