الأخبار

في ليلة محرّم.. الكعبة تتوشّح بثوبها الجديد، وأبناء الشهداء يقفون على أعتاب المجد

في ليلة محرّم.. الكعبة تتوشّح بثوبها الجديد، وأبناء الشهداء يقفون على أعتاب المجد

روان صالح – مكة المكرمة 

غرّة محرّم 1447هـ

في ساعةٍ تتعطّر فيها الأرواح، ويحتشد فيها الجلال، لبست الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة، كما هو دأبها كل عام، في تمام الساعة الحادية عشرة من ليلة غرّة محرّم، وسط أجواء مهيبة تعبق بالسكينة والخشوع.
لكنّ هذه الليلة كانت أشدّ وقعًا، وأعمق أثرًا، فقد اصطفّ أبناء الشهداء عند أستار الكعبة، يُشاركون في مراسم التبديل، في مشهدٍ تختلط فيه الدموع بالعزّة، والحزن بالفخر، والحاضر بإرث من رحلوا وتركوا للوطن كرامة لا تنطفئ.

ثوبٌ من حرير.. وذاكرة من نور

صُنعت الكسوة الجديدة من أفخم أنواع الحرير الأسود الخالص، وخُطّت بآيات قرآنية مطرّزة بخيوط من الذهب والفضة، ونُسجت بدقة متناهية في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، بجهدٍ سعوديٍ خالص، وبأيدٍ تتشرّف بخدمة بيت الله الحرام.

مفتاح الكعبة بيد السدنة.. عهدٌ يتجدد

وكما هو العهد النبوي، تسلّم السدنة من آل الشيبي مفتاح الكعبة الشريفة، وفتحوا بابها الطاهر، في استمرارٍ لشرفٍ توارثته الأجيال، وأمانةٍ بقيت في موضعها، لتكتمل المراسم بحضور الروح والتاريخ والرمز.

أبناء الشهداء.. بين الفقد والمجد

كان حضور أبناء الشهداء هذا العام حضورًا للوفاء بأبهى صوره.
قال أحدهم، وهو يضع يده على أستار الكعبة:
“حين لامست هذا المكان، شعرت أن أبي لم يمت.. بل سبقني إلى هنا، وأرشدني إلى النور.”

وطن العزّ.. ودولة المجد

إن المملكة العربية السعودية، وهي ترعى أدقّ تفاصيل خدمة الحرمين الشريفين، تُجسّد أعظم صور الريادة الإسلامية والرعاية الإيمانية، مستلهمة توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي جعل من خدمة الحرمين أولوية تعلو كل شأن.

ويقف إلى جانبه، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المهندس الأول لرؤية العزّ والتجديد، الذي فتح للبيت الحرام أبواب التطوير، ولقلوب المسلمين نوافذ الطمأنينة، حتى أصبح الحرم في عهدهم عنوانًا للرقي والإجلال والتنظيم المهيب.

شكرًا لصنّاع الصورة والمشهد

ولا يُمكن أن نغفل جهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وعلى رأسها الأستاذ غازي الشهراني، الذي أدار الحدث برؤية راقية، وتنظيم يتّسق مع قدسية اللحظة.

كما نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير لكافة المصورين والإعلاميين الوطنيين الذين التقطوا النور قبل أن يغيب، وخلّدوا هذه اللحظة بعدساتهم، فكانت صورهم مرآةً للرهبة، ولغةً تنطق بالجمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى