كُتاب الرأي
(السلطة الرابعة )

محمد سعد الربيعي
(السلطة الرابعة )
عُرفت الصحافة ووسائل الأعلام المفتوحة بتسمية السلطة الرابعة ، وهي في الحقيقة أحد مصادر المعلومات ، ويقال لها في العمل الاستخباري والأمني المصادر المفتوحة ، ويُستفاد منها كمصدر موثوق للمعلومة ، حيث يصل العمل الصحفي لكل مايقرب المعلومة من مصادرها الحقيقيين دون أن يثير الشكوك أو يقع في المحظور ، ويقوم بطرح الأسئلة التي يستطيع من خلالها صاحب العمل الأمني أو الاستخباري المتابع أن يضع تحليلاته وتنبؤاته في كيفية الاستفادة من المقال الصحفي أو تلك المقابلة الإعلامية الصحفية ، وبالذات مع المسئولين وأصحاب القرار في الدول التي قد يستهدفها أو تستهدفها المقابلة الصحفية وفق الإجابات التي تكون كنتيجة للمقابلة الشخصية ، أو التقرير الصحفي أو المقال أو أي نتيجة تكون أو يكون مؤداها العمل أو النشاط الصحفي عن الدولة المستهدفة ، ناهيك عن قدرة الإعلامي في الوصول وسبر المعلومة التي قد يركز عليها أثناء اللقاء ، فضلاً بأن الاستفادة أيضاً تحصل من خلال التقارير الصحفية التي تنشر في الدولة أو الجهة المعنية سواء بنقل المعلومة أو محل الاستهداف ، وهنا في الجانب الأول تقع المسئولية على عاتق الشخصية المسئولة أو المقصودة في المقابلة وقدرته على الاجابة على الأسئلة التي تُطرح عليه دونما أن يعطي معلومة تكون مكان استفادة تلك الجهات التي قد تستهدف ذلك المسئول أو دولته ، وهذه تحدث بكثرة في عالم وزارات الخارجية لكل البلدان ، وأثناء الحروب والأزمات بكافة أنواعها ، وكل مايمكن أن يكون محل إثراء للعمل الصحفي الذي يبرع فيه إناس دون غيرهم ، ونرى أحياناً منهم أي الصحفيين أن يكون أي ينتقل لموقع مسئولية في الدولة التي تعود جنسيته لها ، وهو مايحدث في الكثير من الدول حيث ترى تلك الدولة قدرته في تبؤ منصب فيها ، ولعل هذا واضح من خلال حكومة ترامب الحالية وغيرها من دول العالم .
ما أود الذهاب له في هذا المقال هو ماجرني له هي الاستهدافات الاسرائيلية للحكومة السورية الجديدة ، وأهمها ماحدث هذا اليوم من استهداف الرئاسة السورية أو بالقرب منها من قبل العدو الاسرائيلي .
وعوداً على بدء .. أقول لقد تناولت في هذه الصحيفة أخر أخبار الأرض العديد من المقالات ذات الرؤى الصحفية الجيدة التي قد يُستفاد منها حسب ما أشرت له في صدر هذا المقال ، وكانت عن سوريا وركزنا فيها لكل التداعيات التي صاحبت ثورتها ، وتوليها السلطة ومن جميع الجوانب المتعلقة بنظام الدولة الجديد ، وما يمكن أن تبتعد عنه وتقترب منه ، حتى من الدول المجاورة والإقليمية ! ومن تنظيم الاخوان ، والمسلحين الاجانب ، واستغلال المساجد والساحات من قبل بعض أهل الاهواء ! ومن خطورة ايران ، والعراق بحشودها الشيعية ، وحزب الشيطان في لبنان ، وكل صغيرة وكبيرة في مقالات متعددة ، وركزنا في الصحيفة على أهمية الحذر من الدروز وولاآتهم ، وعلاقتهم بدروز الجولان ، وما يمكن ان يحدثوه من التنغيص على الامن ، وكذلك الوضع السياسي في سوريا الجديدة ، وعلاقتهم بإسرائيل ، وإستعانتهم بها ، وذيول ايران في سوريا ، وكذلك بقايا فلول النظام السابق ، وكل ذلك في مقالات متعددة ، وهي في الحقيقة لم تقتصر على سوريا فقط ، بل كتبنا في هذه الصحيفة عن لبنان الدولة الصغيرة التي كانت تعد سويسرا الشرق الاوسط ، وأصبحت بسيطرة حزب زميرة وايران مزبلة الشرق الاوسط ! وتعطيل هذا الحزب بثلثه المعطل على سياسة لبنان ، وزرع مصادره وعملائه في كل ركن من أركان لبنان حتى أن يئس اللبنانيون من إستعادة دولتهم ،( نتمنى أن تسيطر الحكومة الجديدة على الوضع وتعود لبنان كما كانت من قبل )، كتبنا عن العراق ، وسيطرة عملاء ايران على هذه الدولة التي أصبحت تدار بالريموت كنترول من طهران ، وضاعت عروبتها في بين طهران ، وشيعة الفرس في بغداد ، وعن السودان ، وجناحيه البرهان وحميدتي ، والادوار الخطيرة المحدقة بدولة السودان نتيجة تدخلات إقليمية تدعم المليشاوي حميدتي وتعزز من دوره في منع قيام الدولة السودانية ، وعن حماس وتورطها في 7اكتوبر ، وعن اليمن التي لم اتناول كل شيء فيها بالتفصيل لأسباب أحتفظ فيها لنفسي، وشرعيتها المهترئة ، والفساد ودولتها العميقة التي تسيطر على شرعيتها وحوثييها على حدٍ سواء! وترى أنه ( الدولة العميقة) طالما هناك زيدي من الهضبة يحكم اليمن فلا ضير في استمرار الحوثة كسلطة يمنية وأنه لايمكن الصدام معها أو ازاحتها عن السلطة!؟
لنعود لسوريا .. وهي الدولة الفتية الجديدة ، وأقول يجب على رئيسها المنتخب الشرع أن يتنبه لكل ما يحيط به وبدولته ، وأن يعيد قرأة الوضع في بلده ، ويتنبه لفلول الاسد ، وايران ، وربما مايحدث من الدروز هو بإيعاز من هذين الفصيلين ، وقد أكدت أن ايران لن يهدأ لها بال في سوريا مالم تعُد وتجد موطء قدم لها فيها ! بالطبع يجب التصالح مع الدروز ، وعدم ايجاد فجوة بينهم وبين النظام ، ولعل ذلك يعود لسبب رئيسي وهو أن فلول الاسد وايران أشد خطورةٍ منهم ، وأن الدروز يمثلون مكون اجتماعي سوري ، ويجب المحافظة عليه ، وعدم تركه ليرتمي في حضن أي عدو لسوريا ، وإعطائهم حقوقهم كاملة.
هناك جانب مهم وهو أن على الدروز أيضاً المحافظة على نظام الدولة وأمنها القومي والسياسي ، وعدم إعطاء الفرصة لمن يريد إثارة الوضع في سوريا حتى من الدروز شخصياً ، وأهمية إعادة بناء الجيش السوري من أبناء سوريا تحديداً ، والابتعاد عن اشراك العناصر الاجنبية أياً كان موقعها وولائها من الثورة والدولة السورية الجديدة ، والتصالح مع الشعب بكل مكوناته ، وهذا لايمنع من محاسبة كل من كان له دور في ارهاب وقتل الشعب في عهد بشار وحكومته السابقة ، كل تلك العوامل والاسباب يجب الاهتمام بها ، واشراك الاطراف المعنية في سد الفجوات التي قد تتسع الهوة فيها ، وبالتالي يصعب رتقها وإصلاحها ، من المهم إشراك خبراء وثقات لحل مايستجد من معضلات قد تؤثر في بناء سوريا الجديدة ، والبعد عن الحلول المؤقتة أو الترقيعية التي لا تلبث وأن تنتهي وتستغل من أطراف معادية ، وبالتالي تؤخر بناء الدولة ، أسأل الله أن يحفظ سوريا وشعبها ، ويوفق حكومتها ، وينصرها على كل من يحاول إثارة الوضع والفتنة فيها إنه الولي القادر على ذلك،،،