ابراهيم الدعجاني
تعليقا على تصريح معالي تركي آل الشيخ:
(صانع رئيسي للترفيه على مستوى العالم)
السعودية صانعة للترفيه
تحول الترفيه في المملكة العربية السعودية إلى مشهدٍ فريدٍ من الإبداع والتجدد، ناقلاً المجتمع السعودي من أطرٍ منكفئة في الماضي إلى فضاءاتٍ رحبة تحتضن التنوع الثقافي. كانت الثقافة السائدة سابقاً ذات طابعٍ تقليدي، تحدد مفاهيم الترفيه في إطارٍ ضيق من العادات والتقاليد، مما جعل الجلسات العائلية والتنزه في الحدائق العامة هما الخياران الأكثر شيوعاً للترفيه، مع محدودية الخيارات الترفيهية الأخرى.
اليوم، في ظل رؤيةٍ عصرية طموحة، شهدت المملكة قفزة نوعية في قطاع الترفيه، لتصبح “صانعة الترفيه” في المنطقة، مقدمةً تجربةً تجمع بين الأصالة والحداثة. فأصبحت مدنها مراكز نابضة بالحياة الثقافية، تستقطب مهرجانات عالمية، وعروضاً فنية، وفعالياتٍ رياضية وترفيهية، مما أتاح للعائلات والأفراد الاستمتاع بتجارب جديدة ومتنوعة. السينما عادت كأحد الخيارات المحببة للعائلات، والموسيقى تجتذب الجمهور، والمسرح يجد له مكاناً مرموقاً على خشبة المشهد الثقافي.
ليس هذا التحول جمالي الطابع فقط، بل إنه يحفز النمو الاقتصادي بخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإقبال على السياحة الداخلية، مما جعل المملكة وجهةً سياحيةً بارزة تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي. هذا التوجه لم يأتِ على حساب الهوية السعودية، بل جاء معززاً لها، حيث يتم تقديم المحتوى الذي يحترم القيم المجتمعية ويعبر عنها بروحٍ جديدة.
في هذا المشهد، يبرز جيلٌ شاب وطموح يلعب دوراً محورياً في صياغة ثقافة الترفيه، ويبدع في تقديم محتوى يتماشى مع التطورات العالمية دون التفريط في خصوصيته الثقافية. بهذا الانفتاح الواعي، تستمر المملكة في صنع الترفيه، مؤكدةً أن التطور الثقافي المنفتح جزء أصيل من رؤيتها المستقبلية الرامية إلى مجتمع مزدهر ومبدع.
كاتب رأي وشاعر
