كُتاب الرأي

السعودية الرقمية تتقدم

تركي عبدالرحمن مبارك البلادي

السعودية الرقمية تتقدم

 

بينما تتعثّر عواصم عريقة، المملكة تمضي بثقة نحو المستقبل الذكي في عالمٍ باتت السرعة فيه مقياساً للكفاءة، لم يعد التحول الرقمي ترفاً إدارياً ، بل ضرورة وجودية لكل دولة تسعى إلى النمو والبقاء في قلب التنافس الدولي وهنا، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في هذا السباق، متجاوزة حدود التوقعات ومكرّسة تجربتها كواحدة من أنجح النماذج في العالم العربي، بل وحتى على مستوى دول عريقة لم تعد قادرة على مواكبة التحول المتسارع.

لم يكن التحول الرقمي في السعودية مجرّد تطوير تقني، بل كان جزءاً من رؤية شاملة تمس حياة المواطن من أدق التفاصيل إلى كبرى المعاملات خلال سنوات قليلة، أصبحت الخدمات الحكومية تُنجز من تطبيقات موحدة، دون أوراق ولا مراجعات ميدانية، عبر منصات مثل “أبشر”، و”توكلنا”، و”ناجز”، و”صحتي”، وغيرها من التطبيقات التي باتت مألوفة في يوميات المجتمع السعودي.

في المقابل، تصطدم دولٌ كبرى مثل بريطانيا وفرنسا بمشكلات بنيوية في التحول الرقمي عاد المواطن البريطاني في بعض المدن إلى النماذج الورقية نتيجة فشل بعض الأنظمة الإلكترونية. أما في فرنسا، فالفجوة بين البيروقراطية والتكنولوجيا لا تزال تعطل الخدمات الأساسية، وتُربك المؤسسات.

هنا تبدو المفارقة لافتة؛ ففي حين تتعثر دول كانت تُقدَّم كمثال في الإدارة والتنظيم، تنجح السعودية في بناء نموذج حكومي ذكي، يربط بين التقنية، وسرعة الإنجاز، ورضا المواطن. إنه مشهد يعكس ليس فقط التقدم، بل الإرادة.

السعودية، ومن خلال رؤية 2030، وضعت التحول الرقمي في قلب مشروعها الوطني، لا كخدمة إدارية فحسب، بل كمسار سيادي، يعيد تعريف العلاقة بين الدولة والمجتمع. والنتيجة واضحة: شفافية أعلى، بيروقراطية أقل، وكفاءة لا تقارن.

ما نشهده اليوم هو إعادة صياغة لمفهوم “الدولة الحديثة”، ليس وفقًا للعمر الزمني أو الامتداد الجغرافي، بل بالقدرة على التكيّف، والسرعة في القرار، والجرأة في التنفيذ وهذا ما فعلته السعودية بالضبط، حين انتقلت من نموذج “الدولة الورقية” إلى “الدولة الذكية”.

في زمنٍ تُقاس فيه قيمة الأنظمة بمدى جاهزيتها الرقمية، تُثبت السعودية أنها قادرة على تخطي الصور النمطية، وتصدّر نموذج إداري يُبهر ويُلهم، في وقتٍ تُراجع فيه بعض الدول المتقدمة حساباتها التقنية من جديد. 

 كاتب صحفي وباحث تربوي

تركي عبدالرحمن البلادي

كاتب رأي وباحث تربوي

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى