كُتاب الرأي

السعادة قبل النوم

قبل أن تضع رأسك على الوسادة وتغلق عينيك، هناك فرصة لتحقيق واحدة من أهم احتياجات النفس: السعادة. تلك اللحظات التي تسبق النوم ليست مجرد وقت عابر، بل هي نافذة تعيدنا إلى ذواتنا، فرصة للتصالح مع يومنا ومشاعرنا، وللاستعداد ليوم جديد بطاقة إيجابية. السعادة قبل النوم ليست رفاهية، بل هي ضرورة لصحة نفسية وجسدية متوازنة. عندما نشعر بالرضا والسلام الداخلي في نهاية اليوم، نُهيئ أجسادنا وعقولنا للراحة التي تستحقها. لكن كيف نحقق هذه السعادة؟ أحد أهم الخطوات هو الامتنان. قبل النوم، خصص لحظة لتذكر الأشياء التي تشعر بالشكر تجاهها. قد تكون بسيطة، مثل ابتسامة من شخص عزيز، أو نجاح صغير حققته. هذه اللحظة الصغيرة من الامتنان تحوّل تركيزك من ضغوط الحياة إلى نعمها، مما يبعث شعورًا بالرضا. التأمل والاسترخاء طريقة أخرى فعّالة. إغلاق عينيك وأخذ نفس عميق ببطء، مع تصفية ذهنك من الأفكار المتراكمة، يمكن أن يكون مفتاحًا للشعور بالراحة. تخيل لحظات سعيدة أو أماكن هادئة تعشقها. هذه الصور الذهنية تُهدّئ عقلك وتجلب طاقة إيجابية إلى قلبك. أحيانًا، السعادة تأتي من أفعال بسيطة. قراءة كتاب تحبه، الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو كتابة خواطرك وأفكارك في دفتر مذكرات. هذه الأنشطة تفتح نافذة للتواصل مع نفسك وتمنحك لحظة خاصة تعيشها بصدق. التواصل مع أحبائك قبل النوم له دور كبير أيضًا. مكالمة قصيرة مع صديق، أو رسالة إلى شخص تحبه، تُذكرك بالعلاقات التي تُضيء حياتك. الشعور بأنك محبوب ومقدر يضفي دفئًا على قلبك. في النهاية، السعادة قبل النوم ليست مرتبطة بالكمال أو خلو حياتنا من المشاكل، بل بقدرتنا على إيجاد الجمال والراحة في التفاصيل الصغيرة. هي لحظة تصالح مع النفس، استعداد ليوم جديد بطاقة متجددة، وفرصة لنذكر أنفسنا أن الغد دائمًا يحمل أملًا جديدًا. فاجعل لحظاتك قبل النوم مميزة، لأنها ليست فقط نهاية يومك، بل بداية حلمك وسلامك الداخلي.

 

معلا السلمي

كاتب رأي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى