الرقص على أنقاض الكرامة

مع استمرار التشويه الممنهج لدور المملكة العربية السعودية العظيم في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وفي غمرة المواقف المناهضة لما تقوم به من أعمال جليلة لخدمة الدين الإسلامي بشكل خاص وخدمة البشرية بصورة عامة،شاهدنا أعمالاً تذكي جذوة الكراهية وتشيطن النظام الداخلي ، وتحاول جاهدة تضخيم العدائية، تجاه الوطن ، لقد استخدموا كافة الوسائل والأساليب الممكنة، لم يستثنوا وسيلة إلا واستعملوها، بل وعملوا على تطويع كافة الأدوات الرقمية ، والإلكترونية ووظفوا كافة الأقلام المأجورة، حتى السينما والدراما والمسرح لم يسلم من أذاهم ، وهي التي يفترض أن تكون وسائل حيادية تهدف لإضفاء الجمال على النفوس.
طالعنا خلال الفترة الماضية فيلم سينمائي بعنوان حياة الماعز يستهدف نظام الكفالة في هذا الوطن العظيم ، ما يؤكد حالة الحقد البغيض التي وصلت لها الكثير من الدول تجاه هذا الوطن، والإساءات غير المبررة التي تتعارض مع القيم والمثل والمبادئ الشريفة ومبادئ الرحمة والإنسانية التي هي أصلاً عنوان للأنظمة في المملكة العربية السعودية، ومبدأ سامي للمواطن السعودي يستمدها من منهج قويم هو القرآن الكريم ويستند على قاعدة صلبة من الأخلاق الإسلامية السمحة ومن نظام يتماهى في الاعتدال والوسطية ويحفظ كرامة الضيف والزائر والمقيم فضلاً عن المكفول، وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية أثبتت للعالم أجمع أنها دولة تدعو للسلام منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، وتدعو للتعايش الثقافي والأخلاقي بين الشعوب ، وتستمد قوانينها من الكتاب والسنة ، وتؤمن إيمانًا تامًا باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية ويعمل بها قرابة تسعة ملايين عامل من كافة الجنسيات ومن مختلف الدول ويمارسون حياتهم على الشكل الطبيعي وفق نظام يطبق العدالة على القوي قبل الضعيف ، وتؤمن وترعى حقوق العمال على أراضيها ؛ بل أن الكثير منهم لم يعد يرغب العودة إلى بلده الأصلي نظرًا لما وجده من حفاوة وتكريم ومحبة وود ووئام واتساق تام مع الثقافة والهوية السعودية؛ إلا أن هناك من يسعى للنيل منها ، والعمل ليل نهار على صياغة وحياكة خيوط التآمر، والمكائد، ونصب المصائد، كل ذلك لأجل شيء واحد ، خدمة المصالح الضيقة، وتحقيق مكاسب ذاتية أكثر ضيق.
إنّ ما يحدث من مؤامرات ضد هذا الوطن وضد قيادته الصالحة ، وشعبه الأبي الكريم سيكون مصيرها الفشل والهوان والأفول ليس عندي شك في ذلك، فالله مع الصالحين ، والصابرين، والأنقياء.
إن تشبيه العامل الذي يعمل بأجر عند كفيله بالماعز والانحدار السلوكي في كتابة السيناريو يصور لنا مدى الانحطاط الذي وصل إليه الكاتب في كتابة القصة دفعني ذلك لإجراء دراسة مسحية سريعة عن حالة الرضى والقبول للحالة الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وهي أهم خمسة معايير على الإطلاق تستخدمها الدول لقياس مدى الرضى عن العيش. الدراسة أخضعت مئة وخمسين عينة يمثلون أغلب الجنسيات العاملة في السعودية وظهرت النتيجة أن:
نسبة 98%منهم يشعرون بالارتياح التام لوجودهم في المملكة العربية السعودية ما يؤكد أنّ هؤلاء المقيمين يعيشون في أقصى درجة من درجات الكرامة وأن من يزايد على هذا إنما يرقص على أنقاض كرامته ولا يدرك حجم المكانة التي يعيشها على تراب هذا الوطن.
حياة الماعز التي يسوق لها أولئك المرجفون تطعن في خاصرة نقية ، خاصرة إنسان كريم، معطاء ، يتجرد من الغوغائية ويتقاسم لقمة الخبز مع عامله ، هذاك الرجل البدوي يعيش حياة قاسية هذا لا جدال فيه ،فالصحراء تصنع الرجال وهي بالطبع ليست عيبًا فجميع دول الدنيا بها الصحارى والقفار والجبال والوديان ، استغرب !! أين العيب في ذلك !! لمَ يراها أولئك المتنطعون فينا عيبًا، وفي الآخرين ميزة!! أليس في الولايات المتحدة الأمريكية رعاة للبقر؟ وفيها صحارى وقفار؟؟ لمَ لمْ يتم نعتهم بصفات قبيحة؟؟
أعود للوصف غير اللائق بالرجل البدوي ، نعم انطبعت القساوة وليست القسوة ، لكن تلك القساوة زادته تمسكًا، بمبادئ سامية يغيث فيها الملهوف، ويطعم الجائع ، ويحنو على الضعيف ، هذه هي شيم ، لا يتدخل فيها توجيهات أو قرارات رأسمالية.
إن الذي يسوق له المبغضون ويصورون العمال الذين يعملون وفق نظام العمل السعودي ويشبهون حياتهم عند كفلائهم وكأنها حياة الماعز ليست إلا أدلة قطعية على إفلاسهم الأخلاقي والأدبي والتربوي ، إفلاس في الخصومة لا أساس له ولا بناء ، خصومة وراءها مآرب كثيرة في نفوسهم هم ولا سواهم.
إن الشعور بالنقص والدونية وقلة الحيلة أمام الناجحين عقدة أبدية ملازمة للمهمشين ، يصيبهم القلق والتوتر والاكتئاب عندما يرون الإنجاز يتجلى أمام أعينهم وتشخص معه أبصارهم عندما يقارنون أنفسهم بالآخرين ما يلبثون كثيرًا حتى يصبحوا أدوات في أيدي المغرضين، والحاقدين ، بالتالي يبدءون في الإساءة والتشويه دونما نظر لما سوف يسببه ذلك على كرامتهم.يبيعون كرامتهم دونما النظر للعواقب، ودون تركيز لعمق الخسارة.
ختامًا/ إنّ نظام العمل في المملكة العربية السعودية كفل حقوق الجميع وحفظ كرامتهم ، ومصدر رزقهم، وقدم لهم الرعاية الصحية وكأنهم أبناؤه، بل أنه تعدى ذلك فاستوعب أبناءهم في المدارس وتكفل بتدريسهم دون فرض رسوم عليهم ، حتى الكتب والمقررات الدراسية كلها بلا مقابل ، أي نظام هذا الذي يمنح أبناء العمال حق التعليم بلا مقابل ؟؟ لن نجد مثل هذا إلا في هذا البلد العظيم!!
أخيرًا/ إذا دعتك حاجتك أن تسيء فلا تختار من قدم لك الجميل، ابحث عمن تعمد الإساءة إليك وانتقصك ، وجعلك تتسول مكانتك عنده.
آخرًا/إن التعميم والتحيز، لا تطيقه النفوس التي تريد الحق وتنشده، فإن لم تكن تستطيع قول الحق فلا تصفق للباطل، واعلم رحمك الله أنّ من قام على توظيفك لكي تسيء للرموز سوف يعود عليك سهمًا قاتلاً ، بالتالي ستجد نفسك منبوذًا غير مرحب بك.
انتهى
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
الله يوفقك يبو عيضه ابدعت والوطن يستاهل منا العطاء والتضحيات والدفاع عن هذا الوطن واجب على كل مواطن اللهم انصر هذا الوطن ورد كيد المتربصين والى الامام واصل تميزك
بارك الله مرورك أخي محمد
نعم الوطن كيان يحتضن المستقبل ويوفر الأمان والاستقرار للجميع.
واجب علينا الدفاع عنه وتسخير الأقلام لخدمته.
ألف شكر.
جزاكم الله خيرا
مقال رائع وجميل
ونسأل الله أن يحفظ المملكة وولاة أمرها وشعبها من كل سوء ومكروه.
سلمت ودمت أبا سند مرورك جميل ولطيف.
كلماتك داعمة للمزيد من العمل وتسخير الأقلام لخدمة هذا الوطن الغالي.
الاستاذ علي بارك الله فيما كتبت
هذا يلخص كل مافي قلوبنا 👇
إنّ ما يحدث من مؤامرات ضد هذا الوطن وضد قيادته الصالحة ، وشعبه الأبي الكريم سيكون مصيرها الفشل والهوان والأفول ليس عندي شك في ذلك، فالله مع الصالحين ،
شرفني مرورك أستاذنا الغالي ، وأرجو أن نكون أبناء وافين لهذا الكيان العظيم، وصلني شيء منك أيها الغالي وأبهج نفسي كثيرًا❤️🌹🇸🇦
موضوع مميز وطرح فريد دايم مقالاتك أ.علي تنال إعجابي ..واسأل الله ان يعز هذا الوطن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
شرفني مرورك أيها الأنيق.
مداد كلماتك يتماهى في البلورية الحقيقية.
أنت رمز للمواطن الصالح .
شكرًا بحجم السماء أبا هتان.
قرأت مقالك أ. علي
يعجبني أن مقالاتك دائما تواكب أحداث الساعة👍
وهذا حقا هو الكاتب الناجح الذي يضع على عاتقه في المقام الأول قضايا مجتمعه👏👏
مرورك كاتبتنا المبدعة دعم حقيقي للمقالة وحب وانتماء لهذا الوطن العظيم
دام شموخ حرفك ودام حبك للوطن ، فعلاً هذا مانحتاجه تسخير الأقلام والفكر للذود عن وطننا الغالي..
موضوعك مميز ومهم للغاية بارك الله في فكرك وعلمك وحرفك..
كلنا فداء الوطن بما نملك،، ومن عاداه باء بالخسارة..
أبدعت لافض فوك وأصبت عين الحق… 👌
دام حرفك كاتبتنا المبدعة .
دعمك للمقالة دليل حرصك واهتمامك.
كلماتك داعم قوي للمزيد .
شكرا أستاذة زايدة