كُتاب الرأي

*السياحة في كيرلا مع حلول إجازة الصيف*

*السياحة في كيرلا مع حلول إجازة الصيف*

بقلم: أبو حماد ناصر الأنصاري
باحث اكاديمي- الهند

مع إطلالة إجازة الصيف واشتداد حرارة الطقس في كثير من البلدان، يتطلع الناس إلى وجهة هادئة، خضراء، تُبهج العين وتُنعش النفس. ولا شك أن ولاية كيرلا، الواقعة في جنوب الهند، تأتي على رأس الوجهات التي تُلبي هذه التطلعات، بما تتمتع به من سحر الطبيعة وروعة الأجواء وتنوّع ثقافي فريد.
تُعرف كيرلا بلقب “بلاد الله” أو God’s Own Country، وهي تسمية لم تأتِ من فراغ، بل من واقع مدهش يعيشه كل زائر تطأ قدماه هذه الأرض. من السهول الخضراء إلى التلال العالية، ومن البحيرات الهادئة إلى الشلالات المتدفقة، ومن الشواطئ الذهبية إلى القرى الريفية الحالمة، كيرلا تقدم للزائر لوحة مكتملة من الجمال.

أبرز الوجهات السياحية في كيرلا : مونار (Munnar): تُعد جوهرة الجبال، حيث تكثر مزارع الشاي والهواء العليل، وتُعد من أبرد المناطق في الصيف، مما يجعلها وجهة مفضلة للهاربين من لهيب الحر٬ ألبي (Alleppey): معروفة باسم فينيسيا الشرق، تقدم تجربة فريدة في “الهاوس بوت” أو القوارب السكنية وسط الممرات المائية المترابطة،كوتشي (Cochin): مزيج من التاريخ والثقافة، حيث يلتقي التراث الهندي بالتأثيرات الأوروبية، وتُعرف بأسواقها القديمة وكنائسها التاريخية،واياناد (Wayanad): حيث الغابات والشلالات والمزارع، وتُعد مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة،كوماراكوم (Kumarakom): لعشاق الهدوء، توفر مناظر بانورامية للبحيرات ومناطق الطيور المهاجرة.
العلاج الطبيعي والاستجمام
كيرلا ليست فقط مكانًا للجولات السياحية، بل تُعد وجهة رائدة في الطب الأيورفيدي، وهو نظام علاجي تقليدي يعتمد على الأعشاب والتدليك والنظام الغذائي المتوازن. ويُقبل الزوّار في الصيف على المنتجعات الصحية فيها للحصول على جلسات استرخاء وتجديد.

الثقافة في كيرلا متنوعة، حيث أن مطبخ كيرلا غني بأطباق تعتمد على جوز الهند والتوابل البحرية. ومن أشهر الأطباق: كاري السمك، البوتو، والدوسا، وطبق البرياني المحلي.
وقد ازدهرت في كيرلا كذلك تجارة العود، حيث تُعد من الولايات الهندية والذي يُعد من أثمن الهدايا التي يحرص السياح، خاصة من دول الخليج العربي، على اقتنائها مما جعل الأسواق المحلية في مدن مثل كاليكوت وكوتشي وجهات مفضلة للزوار العرب. وليس هذا بغريب، فكيرلا منذ قرون لها روابط تاريخية وتجارية وثقافية وثيقة مع العالم العربي، حيث كانت من أولى الأراضي الهندية التي وطأتها أقدام التجار العرب، حاملين معهم رسالة الإسلام والتجارة. ولا تزال آثار تلك العلاقة قائمة حتى اليوم، ليس فقط في وجود المساجد القديمة بل في الودّ المتبادل بين السكان المحليين والزوّار العرب الذين يشعرون بأنهم في وطنهم الثاني. ولعل من يزور كيرلا في الصيف، سيشعر أن رحلته لم تكن مجرد نزهة عابرة، بل تجربة عميقة تمزج بين عبق العود، ودفء الضيافة، وسحر الطبيعة، فتظل محفورة في الذاكرة سنين طويلة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى