كُتاب الرأي

الرجولة 

حقيقة رحلة الحياة الإنسانية الجميلة هي عبارة  عن  عدد كبير  من المحطات والمراحل المختلفة والمتباينة  ،  وفي تلك المواقف المختلفة والمتباينة  تظهر  حاجات الناس بعضهم  لبعض  وتظهر  ها هنا  التجارب العملية التطبيقية للقيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة العالية الفاضلة  التي  يدّعيها كل مدّعي  ،  ويفاخر   بها  بعضهم  في  الرخاء  والفسحة  والأمن والأمان  !
المحك  الحقيقي   ؛  و الاختبار  العملي التطبيقي  المباشر هو الميدان  العملي المباشر  ، فكلما  كان  الإنسان  جوهرة  فريدة  ونجح  في تلك  الاختبارات والابتلاءات  وتجاوزها  ، وأنتقل إلى  مراحل متقدمة في الحياة الإنسانية  فهو  حقيقة جوهرة فريدة  ،  ويستحق  من كل   العقلاء  والفضلاء  الأكياس  كل  الاحترام والتقدير والثناء.
لذلك  فإن  الرجولة  تعني  في  حقيقتها  موقفاً   أو عدة  مواقف ،  يكون   فيها   الإنسان   إنساناً حقيقياً !  وشهماً ، وبطلاً   وكريماً  وشجاعاً  ومعطاءً وذكياً  ! ومتجاوزاً سمحاً ، وعظيماً  ومبادراً  ، وصبوراً ومتفائلاً  كبيراً ،  ويرى  في  الأغلب   ما   لا   يراه   الناس  !.
الناس  في طول كوكب   الأرض   الجميل وعرضه يعرفون ويفهمون معنى  الرجولة في الفرد  والأسرة والمجتمع ! والرجولة في  الشارع  والعمل  والمسجد  والملعب  ، والرجولة في المتجر  والسوق  والمزرعة  والمصنع والحديقة  وكذلك  في  مواقف  ومحطات  الحياة المختلفة والمتباينة  !.
ويعشق  الناس  مع تعاقب الأحداث والوقائع والأيام والليالي  أولئك  الكبار  الذين  يثبتون  للحياة  أن  هناك  رجالاً في مواقفها !   وكذلك   في  مواقفهم ! يصدقون  ويضحون،   ويقدمون   ويبذلون  ويجتهدون  ويغامرون  ويقولون ما  يفعلون !
لا  مكان ولا  معنى    للرجولة  حقيقة  عندما    لا  يُرحم  الصغار  ولا  النساء   ! ولا   مكان   للرجولة   عندما  يُترك  الفقراء   فقراء   !   والجهلة  جهلة  !  والمرضى  مرضى !
والمحتاجون  محتاجين مساكين !  والأرامل  أرامل !  وهناك  إمكانات  كثيرة  وكبيرة   لمساعدتهم ودعمهم وتغيير  حالهم إلى  الحال  الأحسن والأفضل  !!
أي  معنى  لمن  يدّع  تلك المنزلة الرفيعة العالية من الأخلاق والفضائل والقيم  وهو  يُضّيعُ  من  يعول ويقوت  ! أي  معنى للرجولة  وهو  بخيل  بماله  ومشاعره  على  أهله وأولاده وذويه !  أي  معنى  للرجولة  وهو يرى الفقراء والمساكين  في أسرته الكريمة وعائلته المحترمة  يزيدون  ولا  ينقصون!
وهو  قادر  ومقتدر   على  المساعدة  والعون   لهم  !
إن   الأسر الكريمة والعوائل المحترمة هي المحاضن الأولى لصناعة الرجال  والرجولة في الأجيال ثم  يأتي دور  المؤسسات التعليمية والتربوية  من المدارس والجامعات  وكذلك دور  العبادة   والإعلام  الحقيقي الطموح الهادف كل  أولئك  عليهم أن يحسنوا  في صناعة وصياغة الرجولة في الشباب   .
إن من مظاهر  الرجولة الحقيقية  المحافظة على الممتلكات العامة ،  والالتزام  بالأنظمة  والقوانين  ، والإحسان إلى الله تعالى  والإحسان إلى الناس ، والإحسان إلى النفس ، والإحسان إلى الحياة الإنسانية  الجميلة  كلها ! والإحسان والمحافظة  على الوطن  الجميل الغالي  .
إن الرجولة  الحقيقية  في الحياة  الإنسانية   الجميلة  تعني المسؤولية والمسؤولية الكبيرة  !  والعمل الحقيقي الدؤوب والخلق العالي الرفيع الذي يساعد  فيها  الإنسان   نفسه  وأسرته ومجتمعه والناس والعالم أجمع !   على إماطة الغبار  والأتربة  عن  مراياهم   ليروا أنفسهم وذواتهم  ويساعدهم  على  إخراج وإبراز  أجمل   ما  فيهم من المبادئ والقيم  والأخلاق الرفيعة العالية الفاضلة.
وفي رحلة الحياة الإنسانية الجميلة  يوجد  رجال صدقوا وأخلصوا وعملوا  وأثروا   وكانوا  وما زالوا  مصابيح هداية وتوفيق ورموز حقيقية  تهتدي بها الأجيال القادمة ، وتتمثل  فيهم  الرجولة  في أبهى وأجمل وأصدق  صورها …
وصدق  شاعر العربية الكبير
 أبو الطيب المتنبي:
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
        الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ
    ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ
 مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ !
د. سالم بن رزيق بن عوض
المصلح والمستشار الأسري 

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى