“الدنفوس”

أحمد بن جزاء العوفي
“الدنفوس”
في لغتنا العربية مفردات وكلمات اندثرت وانقرضت فلم يعد لها استخدام حتى في لهجاتنا العامية؛ مفردات تاهت وضاعت وذابت في ظل حياتنا المدنية وحضارتنا المتسارعة في عهد الانفجار التقني والتطور المهني وثورة الاتصالات، وحتى تتأكد – أيها النبيل – اجلس مع أطفالك أو أحفادك واسألهم عن مفردات قديمة كنت تسمعها في صغرك بكثرة!! ولنتفق أن هناك مفردات تختلف باختلاف المناطق.
في حصة الانتظار في فصل من فصول المرحلة المتوسطة؛ قررت أن أعمل لهم اختبارًا شفويًا بسيطًا في مفردة قديمة عربية فصيحة وعامية شنيعة؛ كنا نسمعها قديمًا من ” الشيبان “؛ وذلك لأضمن سيطرتي على الفصل، ولأوصل لهم معلومة مهمة تنفعهم في حياتهم، ولتحذيرهم من الوقوع في مستنقعها؛ سألتهم عن معنى ” دنفسه ” للأسف الشديد يبلغ عد الطلاب حوالي (23) طالبًا قليل منهم من حام حول الإجابة لكنه لم يُصِبْ المعنى الدقيق والصحيح، فأقربهم من قال إنها بمعنى “الرخمة”.
حقيقة الأمر أنها أكبر وأعظم وأعم وأشمل من ذلك فهي وصف لمن يتتبع سفاسف الأمور وحقيرها، ولا يرفع نفسه عن كل دنيئة، ذلك الكائن المستبيح لخوارم المروءة، التافه، البذي، الذي بينه وبين الخلق الرفيع و ” الذرابة ” عداوة.
أتمنى أن يتمسك أبناؤنا بهذه المفردة، ويعرفون و يعون و يفهمون معناها و لا يسطحونها كما سطحها الكوميدان ناصر القصبي في أغنيته ( دنفسه في دنفسه ) حيث استخدمها في غير موضعها، وذلك حتى لا يحتارون في وصف ” الدنافيس ” الذين سيواجهونهم في حياتهم “فهم في كل زمان ومكان، ولا توجد مفردة تصفهم بحق إلا “دنفسة، و دنفوس “.
ختامًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها).
كاتب رأي
رائع يابو جزاء
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقّيهِ
ومن لا يعرف الشر جدير أن يقع فيه