( الدماء الرخيصة )

محمد سعد الربيعي
ساوم أصحاب الأجندة المزعومة الكاذبة منذ القدم ، ولازالوا على إهدار الدم الفلسطيني ، وكذلك القضية الفلسطينية ، وسالت تلك الدماء الزكية خلف أيدولوجيات فلسطينية مختلفة باعت القضية لأنظمة تفرغت من أجل إلحاق الأذى بالفلسطينيين وقضيتهم التي لازالت تراوح منذ عشرات السنيين.
كان خطاب خالد مشعل منذ يومين مضت صادماً ، ومليء بالمزاعم التي تعمد فيها الكذب ، وتحدث عن نصر حماس الذي حققته ! في تغييب الحقيقة التي وصلت لها الأوضاع في حماس وغزة ، وما لحق بالحركة ، والقطاع من تدمير لايمكن للعقل أن يتصوره !
إنها الأيدولوجيا المختلفة التي اختطتها حركة حماس ، ويقودها يحي السنوار الذي لايُعرف مصيره الآن ، وكذلك مصير رفقاءه في الحركة التي تدّعي النصر المزعوم ، بينما أهل غزة أصبحوا في وضع إنساني كارثي لايمكن تصوره كما أشرت.
فقد فقدت حركة حماس بوصلتها ، وتوجهت قياداتها لنظام إيران الدموي ، القاتل الذي لايرحم المسلمين ، لانقول في اعتقاد نصرتهم ، بل لنظريات أيدولوجية يطبقها ويقودها خالد مشعل وموسى مرزوق والحية ، وقبلهما هنية الذي لقي حتفه في عقر دار إيران ، والحبل على الجرار.
إن هذه القيادة الحمساوية تعرف أن إيران ونظامها لن يساعدوها بالمجان ، بل لربط رقابهم في الربق الإيراني الذي لن ينفكوا منه إلا بنهايتهم ، ونهاية قضيتهم وحركتهم الإرهابية، مالم ينفذوا أجندة إيران وسياستها التدميرية في المنطقة.
من يتابع الأحداث المتسارعة والجارية في المنطقة يلاحظ هشاشة النظام الإيراني ، وخشيته من الاستهداف الإسرائيلي ، ومحاولة دفع المنطقة العربية ، ودولها لمواجهة إسرائيل ، بعد أن خذل نظامه أذياله التي كانت تحتمي به ، وتعتقد أنه الملاذ المخلص لها ! كخالد مشعل ، ونصر اللات ، وعبدالملك الحوثي ، ومليشيات العراق .
وتأسيساً على ذلك نرى مرشدهم الرافضي الذي قال بالأمس أن معركتهم هي بين اليزيدية والحسينية ، في الوقت الذي تذبح فيه قيادات أذياله على المقصلة الإسرائيلية ،نراه اليوم (مرشدهم الرافضي) يستحث ، ويرجو تضامن الدول العربية السنية ، مع نظامه لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية ، التي جعلته ينكب خلف متاريس تحت الأرض في دياره بطهران، خشية أن يلحقه مالحق بزميره وهاشم صفي الدين!
في ظل كل هذه الأحداث والسيناريوهات في المنطقة ، تواصل إسرائيل انتصاراتها على إيران ، وأذيالها في الدول التابعة لإيران ، التي ملأت الدنيا بضجيج الانتصارات الواهية ، في هروب جماعي لمليشيات إيران لداخل المناطق السنية في لبنان ، وسوريا ، والعراق ، وكأن سيناريو إيران لن ينتهي ، إلا بإبادة المسلمين السنة، واحتلال أراضيهم ، وطردهم منها.
وهنا نقول ، أما آن الوقت للشيعة العرب أن يدركوا مايحل بهم من شيعة الفرس ، وما يحل بأوطانهم ، من النظام الإيراني ، والسؤال أيضاً موجهاً لأذيال إيران في اليمن ، وغزة ، والعراق ، وسوريا ، ولبنان ، من غير الشيعة بالطبع ! وكذلك لشيعة دول الخليج ، الذين ربما يتعاطفون مع نظام الآيات في طهران ، ونقول لهم احذروا من إيران، ولا تنقادوا لدعايتها تحت بند المظلومية ، ونصرة الضعفاء الجوفاء،احموا أوطانكم ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم أن تسلموها لإيران لتدمرها ، وتدمر مصيركم معها .
ونقول أيضاً ، كفى لسفك دماء العرب الزكية ، تحت رايات سوداء ، لكل أذيال إيران في المنطقة ، ونقولها أيضاً لخالد مشعل ، والسنوار ، وموسى مرزوق ، وكل من يلتحف بالعمامة الإيرانية ، ونؤكد لكم جميعاً أي الذيول والعملاء ، أن مصيركم إن لم تراجعوا أنفسكم ، سيكون كمصير من سبقكم بالسفالة والعمالة ، ولازالت دمائه جارية في خنادق حفرتها لهم إيران .
كاتب رأي
سعادة اللواء/ محمد
أثمن عمق تحليلك وجرأتك في تناول موضوع بالغ الحساسية .
لقد وضعت أصبعك على الجرح ، مشيرا إلى التأثير المدمر الذي أحدثته الأيديولوجيات المختلفة على القضية الفلسطينية . تطرقت إلى القضايا الجوهرية التي يتجاهلها الكثيرون ، مما يسلط الضوء على الحاجة الماسة لرؤية واضحة وموقف موحد يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية ولشعبها.
شكراً لك على هذه الكلمات القوية والمهمة …
ولا فض فوك
👍👍👍👍