كُتاب الرأي

الدعوةُ إلى الله بين الحق والباطل

 

ابتليت الأمة في الأزمنة الأخيرة ببلاء الحزبية والتحزب وظهور أحزاب وجماعات تدعوا إلى دين الله عن طريق الحزبية أو بمعنى أصح تدعو إلى أحزابها وجماعاتها مستغلةً تدثرها بدثارِ ‏الدين وتلّبسِها بلباس الواعظ والناصح الأمين لهذه الأمة ولكن عند أقرب محك أو منعطف تظهرُ حزبيتُهم وولاءُهم لجماعاتهم ولو ضُربتْ الدعوةُ بايديهم أو فرقوا الأمةَ ومزقُوها تمزيقا ‏كل ذلك في نظرهم لا يهم المهم هو الوصول إلى السلطة او كرسي الحكم فتلك غايتهم ‏ولا يهمهم بعد ذلك أي وسيلة من الوسائل يستخدمونها في الوصول إلى هذه الغاية فالغايةُ عندهم تبررُ الوسيلة، وهذه القاعدة هي قاعدةٌ يهوديةٌ صهيونيةٌ بامتياز ومبدأٌ استغلاليٌ ونفعيٌ مصلحي، يقوم على هدمِ القيمِ والدين باستغلالِ أي وسيلةً تُوصلُ الشخصَ إلى غايته، ولقد انتقلتْ هذه القاعدةُ إلى بعضِ من يتسبَ إلى الدعوة وأصبحَ يمارسها ويكرسها في عمله الدعوي ولو خالف الكتابة والسنة وخالف فهم السلف الصالح فتجده لا يجد غضاضةً في الكذب على الناس بقصص واهية مكذوبة بحجةِ مصلحةِ الدعوة ‏ويبرر ذلك بأنه يكذبُ لمصلحةِ الدعوةِ لا عليها كما يزعم عياذاً بالله، ‏وهذه من الشبه التي أستحسنتها عقول بعضُ الدعاة المتحمسين أو بعض من انتهج نهجا مخالفاً لنهجِ السلف الصالح والذي عندهم الدعوة إلى الله هي دعوةٌ خالصةٌ لله تعالى المقصود منها هدايةُ الخلق لا استخدامهم كأدواتٍ لمشاريع هذا الحزب أو ذاك وهذا مما لا شك فيه من أمراض القلوب وإفرازاتِ الغاية تبررها الوسيلة التي تنتهجها ما يُعرف بالأحزاب الإسلامية والإسلامُ منها براء، ومن سلك هذا الطريق فقد سلك الطريق المعوج ‏فدين الله ليس بحاجة لمن يكذب له تحت أي ذريعة من الذرائع، فالكذِبُ من صفاتِ المنهج الحزبي والذي يستخدمُ جميع الوسائلِ المشروعةِ والمحرَّمةِ والمكروهةِ لكي يصلَ إلى مبتغىاه كما اتفق ممثلوا بعض الجماعات السياسية في مصر مع النصارى والشيوعين كي يصلوا إلى السلطة ومع أن شعاراتهم كانت قبل الوصول للسلطة تحكيمُ الشريعةِ الإسلامية فلما وصلوا للسلطة ذهبت هذه الشعارات أدراج الرياح، فغرضهم ليس الإسلام ولا تطبيقه وإنما الوصول إلى السلطة بإي طريقةٍ كانت فالغايةُ عندهم تبررُ الوسيلة .

د/ خالد علي الفريدي

د. خالد علي الفريدي

كاتب صحفي _ واكاديمي _ وإمام و خطيب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى