كُتاب الرأي

الدراسة في رمضان

في شهر رمضان الكريم يلتئم شمل معظم الأسر السعودية، وتتفرغ لاستثمار أجمل وأفضل الأوقات طاعة وتقرباً إلى الله، وفي مجتمعنا السعودي نتميز بهذه الخصوصية، التي لا ينازعنا عليها إي مجتمع من المجتمعات الأخرى، ولاسيما المجتمعات المتماثلة معنا في عاداتها وتقاليدها، وليس من قبيل العواطف والمجاملات فالروحانية التي تعيشها كل أسرة سعودية هي روحانية ربانية من نوع خاص.
ويظل الاستثمار في شهر رمضان استثماراً روحانيا، يعيشه الأطفال الصغار كما يعيشه الكبار، ومن السِّمات التي انفرد بها المجتمع السعودي، ومن خصوصيته الفريدة أن طلاب وطالبات البعثات الدراسية خارج المملكة، تجدهم يحرصون على اختيار اجازاتهم السنوية في هذا الشهر، إضافة إلى ممثلي الهيئات الدبلوماسية، وموظفي وزارة الخارجية السعودية.
في سفارات خادم الحرمين الشريفين، في معظم الدول الصديقة والشقيقة احتفالا بمقدم الشهر الكريم، ومع تقدير كافة أفراد المجتمع لصنّاع القرار في وزارة التعليم، وحرصهم على تطوير وأساليب التعليم التي أضحت واضحة للعيان، بل أن هذه الشرائح المجتمعية تُعد من المشاركين فعليًا في فعاليات ومناشط الوزارة، وقد ظهرت واضحة على مستوى طلاب وطالبات التعليم بكافة المراحل الدراسية.
ورمضان في هذا العام لا تزيد الأيام الفعلية للدراسة فيه عن أسبوعين عملية، بمعدل عشرة أيام فقط وبحسب البرنامج الزمني للوزارة، فإن اليوم الدراسي تقلص لثلاث ساعات فإن مجموع الساعات الدراسية ثلاثون ساعة فقط، فهل يتجاوب معالي الوزير وأركان وزاراته مع نداءات المجتمع السعودي، بأن تكون الدراسة عن بعد في الأعوام القادمة، وتبدأ من الساعة الواحدة ظهراً إلى الرابعة عصراً.
لتتفرغ الأسر السعودية لروحانية الشهر الكريم، وأداء العمرة والزيارة لمن يرغب في شهر رمضان، وإتاحة الفرصة للمعتمرين والزوار من خارج المملكة، في النصف الثاني من الشهر، ومن ثم الاستعداد لاحتفالات العيد والفعاليات المصاحبة في معظم مناطق المملكة لزيادة الحركة السياحية، كبدائل عن السفر خارج المملكة والذي كان متبع في سنوات مضت.
أما ما يتعلق بأهمية البرامج الزمنية الدراسية، بحسب خطة وزارة التعليم، فإن مسؤولية الآباء والأمهات في هذا الخصوص تتضاعف، واضعين أيديهم مع منهجية وتوجهات وزارة التعليم، التي قطعت على نفسها عهداً على مستوى كافة قطاعات وقيادات ومنسوبيها من المعلمين والمعلمات، بتحقيق أهداف القيادة السعودية السامية، لرعاية الطلاب والطالبات تربويا وتعليمياً.
وتُعد فترة الدراسة عن بُعد كتدريب عملي، لاستثمار التقنيات التعليمية، التي اهتمت بها وزارة التعليم، وسخرت جهودها وصرفت عليها الدولة المليارات، لترسيخ هذه المفاهيم الحديثة التي تحتاج للمزيد من الممارسة، إذا أدركت الوزارة الحقيقة الماثلة، بأن جميع شرائح المجتمع والنخب الثقافية، يشعرون بالفخر والاعتزاز بما وصل إليه مستوى التعليم في المملكة، بفضل الدعم المستمر لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتّوجيهات التي أثرت الميدان التربوي في مؤسسات التعليم.

محمد حامد الجحدلي
نائب رئيس التحرير _ كاتب صحفي

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

‫2 تعليقات

  1. شكرا أبا سلطان وأثمِّن لكم هذا التعليق الذي ينصب في مصلحة الجميع ويوفر الكثير من إزدحام الشوارع بأرتال من السيارات التي تفوق القدرة الإستيعابية لحركة السير المرورية وقد يؤدي لا سمح الله لبعض الحوادث المرورية ويتيح لوزارة التعليم توفير قيمة فواتير استهلاك الكهرباء خصوصا في المناطق شديدة الحرارة كما يتيح للوزارة إجراء الصيانات الدورية على المباني وأجهزة التكييف كما تتمكن الوزارة بإجراء دورات وورش عمل لتطوير أداء عمل المعلمين ولمقام الوزارة وإدارة التعليم تجميع المعلمين في مدرسة واحدة في نظام المجموعات المدرسية واختيار الوقت المناسب وليكن من الساعة الواحدة إلى الرابعة عصرا في حدود يومين في الأسبوع متمنيا التوفيق للجميع.

  2. الدراسة في رمضان: حان وقت التغيير
    تتكرر معاناة الطلاب وأولياء الأمور مع الدراسة في رمضان كل عام، و المدارس تكون في هذا الشهر شبه خالية من الطلاب بسبب الغياب الجماعي، ويطالب الكثير بتحويل الدراسة إلى نظام التعليم عن بعد، لتوفير المرونة والتوازن بين العبادة والتعلم، ولكن وزارة التعليم تتجاهل هذه المطالب وتصر على الطريقة التقليدية، رغم نجاح تجربة التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا.
    الحل الأمثل هو اتخاذ قرار حاسم بتطبيق التعليم عن بعد في رمضان، لتحقيق مصلحة الجميع وتخفيف العبء على المدارس وأولياء الأمور والمعلمين.
    حان الوقت للاستجابة للمطالب المشروعة، والاستفادة من التقنيات الحديثة لإيجاد حلول مبتكرة تتناسب مع ظروف هذا الشهر الفضيل.

    تسلم الأنامل أستاذنا القدير.
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى