كُتاب الرأي

الحوثيون وسيناريو لبنان المتكرر

 

لفهم الاحداث التي تجري في اليمن منذ الثورة على الملكية هناك الى سيطرة الحوثيين على السلطة في هذه الدولة التي تتميز بصراعاتها المختلفة التي لم ولن تخرج عن اقليم الهضبة اي الزيود ، فالتغيير فيها دائماً يتم من رأس النظام الحاكم اما بالتواطئ او الخيانة او التورط مع الطرف الاخر وخاصة عندما تبدأ الصراعات وتتطور الاحداث واستغلال ذلك الصراع من السلطة او الجهة المعارضة لها وتوظيفها لما يخدم اغراضها مع خصومها الاخرين وهو ماحدث ويحدث في اليمن منذ ثوراتها مع الملكية حتى الوقت الراهن مع عفاش وغيره ، بالطبع للدولة العميقة في اليمن دوراً بارزاً في هذه الاحداث والتي تنحصر كما اسلفت في اقليم الهضبة (الزيود )ولعل حزب الاصلاح هو من يمثل هذه الدولة العميقة بجانبه الزيدي وهناك من يؤكد ان الزيدية هي العصاء التي تتوكأ عليها السلطة في اليمن، وان المخزن البشري الحوثي يتمثل بمحافظة صنعاء واب وذمار اذاً نحن امام فصول تراجيدية في كيفية تقسيم الولاءات اليمنية وبناء الدولة الحديثة التي لازالت ترزح تحت وطأة تنظيمات مختلفة ومتماهية لتحقيق اهداف بعيدة المنال عن الذهاب باليمن للاستقرار والنحو لبناء دولة حديثة ، ولعل مايؤثر في ذلك تحديداً هو تنظيم الاصلاح الاخواني الذي يسيطر على مقاليد الامور حتى في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء حيث هناك تنسيقات وتفاهمات بين هذا التنظيم والحوثيين في تييسر دفة الصراع بعدم الاشتباك طالما والحكم تحت السيطرة الزيدية او كما يقولون هم اليمنيون من اخذ امي هو عمي.

وفي لمحة وعجالة سريعة في الحروب الستة التي دارت بين الحوثيين ونظام علي عبدالله صالح والتي كانت تدور احداثها في الغالب للابتزاز السياسي والمالي من عفاش للدول المجاورة لليمن ، فضلاً عن ممارساته ايضاً مع تنظيم القاعدة للتهويل ومحاولة خلق بعبع في المنطقة للاسترزاق ليس الا، بالطبع منذ نهاية الملكية في اليمن والحوثيين يمارسون التقية في كل شيء في ظل التواري عن الانظار حيث كان هواشم او جناح صنعاء كما يطلقون على انفسهم هناك يتولون الاعمال الادارية في كل مكان وتحت ادارة كل مسئول حتى في مكتب عفاش شخصياً كمدراء مكاتب الى اصغر وظيفة وهو مااكسبهم ثقة اولئك المسئولين حتى ان تمكنوا من ادارة رؤسائهم انفسهم وتسييرهم حسب الخطط المرسومة لهم من اجل اعادة سيطرتهم على الدولة اليمنية في ظل تغاضي اولئك المسئولين طالما والنتيجة هي سيطرة الزيود والهضبة على الحكم ، طبعاً كان هناك الجناح الاخر وهو جناح صعدة الذي ايضاً توارى عن الانظار في خطة اكسبته تعاطف الاخرين حيث كانو يعملون في اعمال دونية ثم توجهوا للمساجد واماكن العبادة من اجل القيام بحراستها وتنظيفها ومن ثم القيام بأعمال المناداة للصلاة فيها اي (الاذان بدخول وقت الصلوات ) ثم إمامة الناس والتسلق على منابر تلك المساجد في صعدة والمديريات المجاورة لها حتى ان تمكنوا من فرض سيطرتهم على اماكن العبادة بشكل كامل والانتقال بعد ذلك للمحافظات المجاورة في مخطط تمكنوا من خلاله لاعادة عقيدتهم الكهنوتية الجارودية في اليمن .
كانت دماج تمثل عقدة لدى الحوثيين لوجود مجموعة سلفية فيها وهي احدى ضواحي صعدة وشيخها انذاك الشيخ مقبل الوادعي الذي اتى بعد الشيخ يحي الحجوري وهو من كان يمثل عقدة النجار كما يقال لدى حوثي صعدة فتوجه الاخير لدماج وقصفها بالمدافع المهداة له من تنظيم عفاش في لعبة قذرة كان يمارسها النظام ومع ذلك الصراع استمر الشيخ مقبل وطلابه السلفيين في مواجهة مع حوثة صعدة استمرت لاكثر من اربعة اشهر دون ان يسيطر الحوثيين عليها حتى ان شكل عفاش لجنة برئاسة الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور عندما كان نائباً له اي لعفاش انتهت اللجنة بوقف الحرب وانتقال الشيخ الوادعي لصنعاء وبالتالي تفتيت جماعته السلفية ، بعدها كانت الشرارة التي انطلقت منها الهجمة الحوثية على الجوف التي لم تقاوم ابداً مروراً بمحافظة عمران التي واجهت الحوثيين لوحدها دون ان يتدخل نظام صنعاء حتى ان هزمت عمران وبدأت المحافظات والمديريات تتساقط الواحدة تلو الاخرى حتى ان سلمت تعز وصنعاء مفاتيحها للغزاة الجدد( الحوثيين ) .
وجد عبدالملك الحوثي والدولة العميقة دولة جاهزة بجيشها وعتادها الذي انضم بحرسه الجمهوري تحت راية الحوثي بالاضافة لبقية قادة الجيش والفصائل الاخرى الذين رأوا انه طالما ورواتبهم تجري فليس لديهم مايمنع ان يقاتلوا تحت اي راية وهذا للاسف مادرج عليه بعض اولئك القادة من خيانات كانت تمثل الصراع بين النسيج الاجتماعي في اليمن ، وبدأ صراعه مع الجاره التي بنت كل شي في اليمن وهي المملكة العربية السعودية والتي قالها احد وزراء الدفاع في اليمن عندما قامت المملكة ببناء قاعدة جوية في اليمن ( صنعاء) وطلب منه احد الحضور في الافتتاح كنوع من المزاح لماذا لم يطلق عليها اسم سعودي طالما وهي تكفلت بكل شيء حتى تأمين الطائرات الحربية للقاعدة وذلك مثل اطلاق جامعة الكويت اسم للجامعة التي بنتها الكويت فما كان جوابه الا ان قال كل شي في اليمن بنته المملكة ولو اطلق اسم سعودي عليها لثأر الشعب اليمني على السلطة لسؤالهم ماذا هي بنت!؟ اي الحكومات اليمنية !؟
محور المقال هنا ان الحوثيين يتبعون القذة بالقذة مع حزب الشيطان في لبنان وهو الحاصل الان لمايحدث في لبنان الذي فقد هويته وعروبته ووجوده كدولة في الجامعة العربية والامم المتحدة وبين كل الدول التي اصبحت تحذر وتتحاشى التعامل مع هذه الدولة المسيطره عليها ايران بأذنابها هناك ، والتي اصبحت منطلقاً لتمرير الارهاب وتهريب المخدرات وهدم الدولة في لبنان وقتل واغتيال كل صوت يحذر من حزبها ، اذاً اليمن مقبل على مستقبل مجهول بوجود هذه الزمرة الخبيثة التي تتماهى معها الاحزاب في اليمن ولعل حزب الاصلاح هو من يقودها من بين تلك الاحزاب ( المؤتمر – الاشتراكي – الناصري – الخ) في ظل تخاذل الشعب اليمني الذي يزيد عدده عن خمسة وعشرون مليوناً امام شرذمة حوثية لايتعدى اعدادها بالالاف وكذلك حزب المؤتمر الذي يقوده طارق في ظل اختفاء احمد عفاش الذي ظل ويظل غائباً عن الساحة ولم يستطع ان يأخذ بثأر ابيه وهو ربما انه يعلم يقيناً ان من سحله واغتاله هي تلك الدولة العميقة ممثلة في حزب الاصلاح وزيوده ، في مقالي هنا لانضع حلول في كيفية التعامل مع هذه الشرذمة حيث هناك جهات تتولى ذلك وهي الاقرب والاعرف بهذه الانشطة العدائية الارهابية ، وانما نحذر من هذه التجاوزات والاعمال العدوانية التي تقوم بها هذه الجماعة من حفر جبال صعدة كانفاق وتدريب المتسولين والمتسللين من احباش وصوماليين وخلافهم تحت وطأة التهديد والتسهيل بمغادرتهم كأفواج للمملكة بعد انتهاء استعبادهم في تلك الاعمال المنافية لحقوق الانسان ، نذهب في هذا المقال للتحذير من هذه الشرذمة للمملكة اولاً لان ماتقوم به في حدودنا هو نسخة من مايقوم به حزب ايران لبنان وهو مايلزم معه وضع ذلك امام ناظري كل مسىول ومتابع لنشاط هذه الزمرة للاهتمام به ومتابعته ، وثانيها ان تعود اليمن من اجل اصلاح وضعها كدولة ورفع الغطاء عن كل متماهي حزباً كان او فردا مع الحوثيين والعمل على بناء دولة حديثة لا مكان فيها للاحزاب الخائنة والعميلة والعمل على احلال السلام بالقوة وبناء جيش ينتمي للدولة فقط ، وليس للاشخاص والاحزاب وتدارك الامر قبل فواته ولكي لايصبح اليمن لبناناً ثانيا،، وعندها لاينفع البكاء على اللبن المسكوب !؟

اللواء م / محمد سعد الربيعي
كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى