الحقوق المشتركة بين الزوجين
حقيقة الحياة الزوجية هي ميثاق غليظ بين طرفين ، الطرف الأول هي : الزوجة ، والتي قال عنها وليها لزوجها عند عقد القِران : زوجتك ابنتي فلانة ! على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بينما الطرف الثاني هو الزوج : الذي قال عند اكمال العقد : قبلتُ الزواج من ابنتك فلانة ! على سنة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى ذلك عقد القِران المبارك بين الزوجين الكريمين.
الحياة الزوجية كما أنها عقد من العقود إلا أن ذلك العقد هو عقد ديني عظيم ، وميثاق غليظ ، والمسلمون والمسلمات هم الأكثر معرفة وفهماً وتطبيقاً لشروط وواجبات هذه العقود الزوجية فلأجلها أتت هدايات في كتاب الله تعالى ، وتوجيهات من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالأصل أن الزوجين الكريمين قبل عقد القِران الكريم يكونان على اطلاع بكآفة الحقوق والواجبات للحياة الزوجية الكريمة والعائلة الحبيبة، التي شرعها الشارع الكريم في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن أهم الحقوق المشتركة بين الزوجين الكريمين :
الأول : المعاشرة وقضاء الوطر:
من حق الزوجات على الأزواج ، ومن حق الأزواج على الزوجات قضاء الوطر ، والمعاشرة الجنسية والعاطفية ، والذهاب بهذه العلاقة الحميمة إلى الإشباع ، فعلى الأزواج إشباع الزوجات في هذه العلاقة الجنسية والعاطفية كاملة ، وعلى الزوجات إشباع الأزواج من هذه العلاقة الجنسية أيضاً !.ويعد هذا الحق من أهم وأعظم الحقوق المشتركة التي بسبب وجوده تعمر الحياة الزوجية والأسرية، وكذلك تسعد وتستمر تلك الحياة الزوجية ، وتواجه الصعاب والتحديات وقد تتغلب عليها بسبب قوة ومتانة وتحقق هذا الحق بين الزوجين الكريمين ؛ وأكثر العلاقات الزوجية الآيلة للسقوط من أهم أسباب تصدعها وسقوطها عدم الإشباع الجنسي والعاطفي من الزوجات للأزواج ، ومن الأزواج للزوجات !.
الثاني : الاحترام والتقدير :
الأصل في الاحترام من الحرم والحرمة فالأزواج يضعون الزوجات في حرم الحياة الزوجية المقدس الكريم ، وكذلك الزوجات يضعن الأزواج في الحرم المقدس للحياة الزوجية الكريمة ،فهناك الأدب الجم في النداء والتعامل والتفاعل والتكامل ومعاملة الأزواج للزوجات بالإحسان إليهن ،ومعاملة الزوجات للأزواج بالإحسان إليهم ، ويكفي أن تعامل الزوجات الأزواج كالملوك ، فيعامل الأزواج الزوجات كالملكات الكريمات.
الثالث : النظافة:
سلوك وتربية وتنشئة وفطرة ودين ، كل ذلك في محور النظافة الذي يعد عنوان الأزواج وعنوان الزوجات ، فالنظافة في الفراش والنظافة في غرف المنزل والنظافة بالروائح العطرية الطيبة والنظافة في الأبدان الأجسام بالاغتسال والتطيب وإزالة الشعر واستعمال المعجون الأسنان من الفطرة الطبيعة البشرية السليمة.
الرابع : الزينة والتزين :
تعد الزينة والتزين من أهم ما يجذب الزوجات الكريمات إلى الأزواج ، وكذلك مما يجذب الأزواج إلى الزوجات فهذا حق مشترك بين الزوجين الكريمين.
الخامس : حفظ الأسرار:
يطلع الأزواج على كل شيء في الزوجات وكذلك تتطلع الزوجات على كل شيء في الأزواج عليهم جميعاً حفظ الحياة الزوجية والأسرية كلها ، وعدم الحديث عنما يدور داخل البيوت الطيبة المطمئنة.
السادس : الاهتمام :
أن يجعل الأزواج شغلهم الشاغل داخل البيوت الطيبة المطمئنة الرعاية والاهتمام بالزوجات ، وكذلك على الزوجات أن يجعلن الأزواج محور الاهتمام الرعاية داخل البيوت الطيبة ، فالاهتمام بالطعام والمنام والكلام الطيب الجميل ، وكذلك الاهتمام بالنظافة والخضوع بالقول للأزواج.
السابع : التغافل :
هذا بلسم الحياة الزوجية ومن أسرار سعادة الأزواج والزوجات هو التغافل عن الأخطاء والحماقات والعيوب والسقطات من الأزواج والزوجات ، وعدم التدقيق والتركيز في كل صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية ؛ أن يتغافل الأزواج والزوجات عن كل ما يعكر الحياة الزوجية .
الثامن : العفو والصفح والتسامح:
في الحياة الزوجية الطبيعة تقع الأخطاء والمشكلات وتظهر التحديات والصعوبات، فعلى الأزواج أن يرفعوا شعار العفو والصفح والتسامح والتغافل وكذلك على الزوجات أن يعاملن الأزواج بالعفو والصفح والتسامح .
التاسع : التعاون :
التعاون والتكاتف بين الأزواج والزوجات كالخيمة التي يحملها عمودان ؛ إذا فُقِد أحدهما أو ضعف سقطت الخيمة على الرؤوس ! فهو من أهم الحقوق والواجبات المشتركة بينهم ، وكذلك هو من أسرار السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل في البيوت الطيبة المطمئنة.
العاشر : القبول :
هذا هو إكستر الحياة الزوجية ومن أهم أسرار السعادة والسرور بين الأزواج والزوجات ؛ فكلما قبل الأزواج الزوجات كما هن أرتاحوا ! وكلما قبلت الزوجات الأزواج كما هم أرتحن ! فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر أو قال: غيره ) رواه مسلم.
اللهم اهد الأزواج والزوجات والأولاد لما تحبه وترضاه.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
