كُتاب الرأي

الحزنُ جسرٌ تعبرُ به القلوبُ إلى الاتزان

1 / 1

الحزنُ جسرٌ تعبرُ به القلوبُ إلى الاتزان

في زوايا القلب المخبّأة حيث الكلمات تختنق والمشاعر تئنّ في صمت يسكن الحزن بلا استئذان ويطرق أبوابنا بلا إعلان.
نحزن لأننا بشر ولأن الحياة ليست دائمًا كما نرغب ولا الأيام كما نشتهي ولا القلوب كما نحب.
لكن ما الحزن؟
ولماذا يأتي؟
وهل في الحزن حكمة؟
وهل بعد الظلام نور وسلوى وسرور؟
الحزن شعورٌ إنسانيٌّ نقيّ لا يخطئ القلب في تذوقه ولا العقل في تمييزه.
هو وجعٌ صامت ورفيقٌ دائم وإن بدا عابرًا فهو يُخفي بين طياته عبرًا ويُخبئ في أعماقه دروسًا لا تُقدَّر بثمن.
عرّفه علماء النفس بأنه حالة وجدانية تنشأ عند الفقد أو الخذلان أو الإحباط وقد يكون ردّ فعل طبيعيًّا على موقف مفاجئ أو خسارة مؤلمة.
ويقول بعضهم: ( الحزن لا يُقاس بدمعة بل بسكون الروح وذبول الضحكة ) فهو شعور يُثقل النفس ويجعل القلب كغصنٍ مائل تحت المطر.
الحزن ليس ضعفًا بل هو دليلُ حسّ وبرهانُ إحساس وعلامة على أن في القلب حياة وفي الروح بقاء
إنه لحظة انكسارٍ تسبق الانتصار ومرحلة هدوءٍ تسبق العبور وسكونٌ ما قبل العودة للنور.
وقد قيل: ( من لم يعرف الحزن لم يعرف عمق الفرح ومن لم يذق الألم لم يشعر بلذّة السلام ) .
وكما أن الضحك دواء الأرواح فإن الحزن مرآة القلوب فيه يراجع الإنسان نفسه ويعيد ترتيب أولوياته ويصوغ علاقاته من جديد.
فالحزن وإن طال لا يُبقي صاحبه في الظل بل يُمهّد له درب الأمل.
نعم، نحزن… لأننا نُحب ونحلم ونرجو لكن لا يجب أن نغرق في بحر الحزن حتى ننسى شواطئ الأمل.
دع حُزنك يكون جسراً لا حاجزًا ومعلّماً لا معذّبًا وموقِظًا لا مُنهكًا.
ففي نهاية كل ليل يُولد فجر وبعد كل دمع يُشرق فرح وبعد كل ألم تهمس الحياة:  (ما زال في القلب متسع للفرح، وفي الغد متّسع للأمل) .

كاتب رأي وإعلامي

سويعد محمد موسى الصبحي

كاتب رأي وإعلامي رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى