التنمية المستدامة

جابر عبدالله الجريدي
التنمية المستدامة
التنمية المستدامة هي مصطلح إداري وطني، وتتكون من كلمتين (تنمية) و (إستدامة)، فأما التنمية مأخوذة من نما ينمو نمواً وهي عملية تطوير وإزدهار، وإستدامة مأخوذة من دوم ويدوم ودامَ وتعني الاستمرار والثبات والإستقرار.
التنمية المستدامة : هي عملية النمو والتطور والإزدهار المستمر المتميز بالثبات والإستقرار، مع تغطية الحاجيات الحالية دون المساس بقدرات وحاجيات الأجيال القادمة.
وتستعمل هذه الخطة الدول العظمى المتسمة بالطموح والرؤية المستقبلية، وتعمد إلى الإسترشاد في استخدام موارد ومقدرات الوطن لخلق عملية استقرار واستمرار في الإزدهار للأجيال المستقبلية، فتوضع خطة تسعى إلى التوازن مابين الحاجات الحالية والحاجات المستقبلية، فبدلاً من استنزاف الموارد الإقتصادية لتغطي حاجات المواطنين والدولة في غضون خمس إلى عشر سنوات ثم تليها في مابعد ذلك الأزمات بسبب عدم وجود خطة رشيدة لإستغلال الموارد في أهداف مستقبلية تحمي تلك الموارد من الإستنزاف وتعطيها خط توازن حالي ومستقبلي في ما يأتي في السنوات القادمة، فوضع خطط وأهداف لتحقيق التنمية المستدامة يجعل الدولة في موقف مستقر على الدوام مما يجعلها قادرة على تجاوز التحديات والصعوبات التي تعترضها في المستقبل.
تعتبر المملكة العربية السعودية مثالاً في النهضة بسبب أهدافها وتنظيماتها وخططها لتحقيق التنمية المستدامة، ففي حديث لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في لقاءه مع المحاور عبدالله المديفر في حديث طويل اختص به كلامه عن جائحة كوفيد ١٩ والتحديات التي لاقتها المملكة العربية السعودية وقال كنا بين خيارين إما نغير كل شي ونغير مستهدفاتنا (رؤية 2030) ونتراجع في تحقيق أحلامنا للمستقبل ونرضي الناس لثلاث او اربع سنوات ثم نوهقهم بعد ذلك، أو اننا نتخذ إجراءات لفترة قصيرة من الزمن ثم تعود الأمور إلى نصابها.
فإما الرفاهية لخمس سنوات تزيد او تنقص ثم تأتي بعدها الأزمات، أو وضع خطة قد تكون صعبة لمواجهة التحديات الحالية من أجل الإزدهار والرفاهية في المستقبل.
نعطي مثالاً بسيطاً لتوضيح ما تحدثنا عنه في الكلام السابق وكما يقول العرب في حكمهم وأمثالهم وبالمثال يتضح المقال.
(1)فلو أن شخصاً أمتلك مالاً عبر الإرث يقدر عشرة ملايين ريال، ولاتوجد لدى هذا الشخص اي خطة او فكرة فقام بإستنزاف تلك الملايين في رفاهيته ويأكل منها أفضل الأكلات والمشارب، فما إن تمر خمس سنوات أو أقل من ذلك إلا ويأتي ذلك الشخص ويعلن إفلاسه بسبب هدره وإستنزافه العبثي مع الصعوبات التي قد تلاقيه كالأمراض والعوارض الأخرى التي تطرأ عليه بدون سابق إنذار.
(2)وشخصاً آخر مثله ورث عشرة ملايين ريال مثله مثل الأول، ولكن هذا الشخص كان ذكياً فوضع له خطة إسترشادية تجعله يعايش وقته الحالي مع وضع أهداف تسعى إلى تنمية مستقبله القادم، في البداية قد يحرم نفسه من الراحة ومن أشياء كثيرة ولكن ذلك من إجل استثمار ذلك المال وإستقراره ويسعى إلى تنميته ليبقى له مشروعاً مستقبلياً يصل إلى ثلاثين سنة أو أكثر بكثير فهذا مثال التنمية المستدامة.
فالفرق واضح بين صاحب المثال الأول وصاحب المثال الثاني، مع إختلاف التنمية الخاصة بالفرد والتنمية التي تكون للدولة، فالتنمية المستدامة للوطن تتسع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأحياء البحرية والتربة إلى غيرها من مختلف المجالات التي من الممكن أن نصنع منها فائدة تخدم المواطن في المقام الأول والوطن بشكلٍ عام.
كاتب رأي – اليمن