التمييز بين علوم اللغة العربية وعلوم اللغويات

بقلم: فهد بن عبدالعزيز المالكي
التمييز بين علوم اللغة العربية وعلوم اللغويات
في ظل التطور المتسارع في الدراسات اللغوية، يكثر الخلط بين علوم اللغة العربية واللغويات، على الرغم من أن كلاً منهما ينتمي إلى مجال مختلف من حيث المنهج والغاية، وإن اشتركا في موضوعهما الأساسي: “اللغة”.
علوم اللغة العربية هي الحقل التقليدي الذي نشأ في أحضان التراث العربي، ويضم النحو، والصرف، والبلاغة، والعَروض، والمعاجم، وغيرها. وقد كان هدفها الأساسي حفظ اللغة العربية من اللحن، وخدمتها في الفهم والتفسير، لا سيما في القرآن الكريم والحديث النبوي.
أما اللغويات (أو اللسانيات)، فهي علم حديث نسبيًّا، يُعنى بدراسة اللغة دراسة علمية موضوعية، ويهتم ببنية اللغة، وأصواتها، ودلالاتها، ووظائفها الاجتماعية والنفسية. ولا تقتصر على العربية، بل تشمل جميع لغات البشر، وتعتمد على مناهج تحليلية، وإحصائية، وتقنية حديثة.
وللتوضيح أكثر:
• من يبحث في إعراب الآيات أو أوزان الشعر العربي، فهو في إطار علوم اللغة.
• ومن يدرس الوظائف المعرفية للغة أو كيفية اكتساب الأطفال للغة الأم، فهو في ميدان اللغويات.
من هنا، فإن التمييز بين المجالين ضروري، سواء في التعليم أو البحث العلمي، لتحديد المنهج والأدوات والأهداف. كما أن الجمع بين التخصصين يفتح آفاقًا واسعة لفهم اللغة بشكل أعمق، ويخدم مستقبل اللغة العربية في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
كاتب رأي
ماشاءالله تبارك الله الله يوفقك من نجاح الى نجاح مبدع في كتاب الرأي
ماشاءالله تبارك الله الله يوفقك من نجاح الى نجاح