(التقنية.. بين الايجابية والسلبية وبعض الحلول)

(التقنية ) ونعني بها مجموع الأَساليب والطُّرُق الخاصَّة بفنّ أَو مهنة أو صناعة..
وهي تدل بمعنى آخر على التكنولوجيا الموجودة
الآن وهذا المصطلح المهم جداً والذي أصبح هو عصب الحياة والمحرك الأول لها في جميع الأوجه والتخصصات والإتجاهات .
فهو مما سهل الله به علينا حياتنا في الوقت الحاضر وأوصلنا لجميع جهات العالم ، وأحاطنا بأخبار الكون وكل مايجري فيه ، وجعلنا على اتصال وتواصل دائم مع مختلف الشعوب ، ويسر أمر نقل الخبرات والاكتشافات والاختراعات المختلفة بين الناس ، وأصبح المشرق والمغرب على اطلاع بكل مايحدث بينهم في غضون ثوان معدودة وبضغطة زر واحدة ..
أراحنا في الكثير من الجوانب ، وسرع لدى الكثير من الحكومات والجهات والمؤسسات الإجراءات الصعبة ،ورفع الانتاجية وساعد في جودة الحياة ، ووفر العديد من الفرص الوظيفية وخفف الكم الهائل من التعاملات الورقية والتكدس الذي كان يحدث بسببها ..
اجتاحت التقنية جميع أوجة الحياة ولم يعد هنالك مجال لم تدخل فيه اقتصاديا و صحياً وعلمياً وبيئيا وغيرها من المجالات ..
والمملكة العربية السعودية من أكثر الدول تقدما ً في هذا الجانب واتجهت برؤية ٢٠٣٠ إلى الحكومة الرقمية لتسهل على مواطنيها كل معاملاتهم ومراجعاتهم لكل الجهات الحكومية..
لكن أهم هذه المجالات التي استخدمت فيها التقنية في المملكة هو مجال التعليم والذي برزت فيه التقنية بشكل كبير وأثر بالغ جدا ً..
وخير مثال على ذلك تجربة المملكة في التحول إلى التعليم الإلكتروني الذي عُدَّ نقلة نوعية عالمية للتعليم والذي حدث بسبب جائحة كورونا وقد نجحت المملكة فيه نجاحا ًباهرا ًوهذا التحول الجذري جعلها ولله الحمدفي مصاف الدول المتقدمة في هذا الجانب ، وكانت تجربتها من أنجح التجارب على مستوى العالم أجمع ..
استطاعت من خلالها التغلب على هذه الجائحة مع الاستمرار في العطاء والتعليم والتعلم عن بُعد من خلال قنوات رسمية ومنصات تعليمية متقنة وبذلت حكومتنا الرشيدة في هذا الجانب جهودا تُذكر فتشكر ، وأنفقت المبالغ الكبيرة لاستمرار التعليم وتأمينة لكافة أبناء الوطن ..
وكانت وزارة التعليم وجميع منسوبيها وخصوصا المعلمين والمعلمات العمود الفقري الذي نفذ هذه التجربة وأوصلها للنجاح الباهر الذي شهده الجميع ..
هذه بعض من الجوانب الإيجابية للتقنية والتي لايمكن أن ننكرها أبدا ونحمدلله عليها ..
ولكن يقابلها كذلك الكثير من السلبيات التي أدت إلى العديد من المشكلات ، وأوجدت فجوة كبيرة بين الأجيال ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر:
-قلة التواصل المباشر بين أفراد العائلة الواحدة والمجتمع ..
-الانشغال الدائم بها خصوصا من قبل الأبناء ومن أعمار صغيرة جدا ً.
-اختراق الخصوصية وانتشار الأخبار والأحداث الشائعات بسرعة دون تحقق أوتثبت .
-عدم القدرة على التمييز بين مايُنشر ومالا يُنشر واختلال الموازين خصوصا لدى الأجيال الحديثة.
-الهوس والولع الشديد بها وببرامجها وألعابها مما قد يسبب الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية.
-سوء استخدامهالأغراض فيها إلحاق للضرر والتخريب والذي أحيانا قد يتعدى الفرد والمجتمع ويصل حتى للدول والحكومات.
لذلك أرى أهمية العمل على أمور عديدة حتى لاتتحول هذه النعمة إلى نقمة على البشر منها :
١/ تنشأة الأبناء التنشئة الدينية والأخلاقية الصحيحة .
٢/ التوعية لجميع أفراد المجتمع بمميزات ومخاطر التقنية وبرامجها المختلفة.
٣/ تقنين استخدامها واقتصارها على الأغراض الصحيحة والمجالات ذات الفائدة.
٤/تقليل الوقت المسموح به لاستخدامها خصوصا للأبناء ذوو الأعمار الصغيرة مع مراقبتهم فيها.
٥/ توضيح الحدود والمجالات المسموح بها في استخدام التقنية.
٦/ ايجاد أماكن جذب وفرص مختلفة للأنشطة البدنية المتعددة.
هذه بعض المقترحات ومن المؤكد أن هنالك غيرها الكثير ..
وختاما ً لابدلنا أن نعلم أن كل شيء في هذه الحياة ذو حدين وكيفما نستخدمه تكون النتيجة ..
الكاتبة / فتحية علي
في الصميم👍
ابدعتِ كعادتك أ. فتحية🌹
دائما ما أقف في صف الأصالة ولا أحبذ التقنية كثيرا إلا في أضيق الحدود ، أعتقد أن المزيد من السرعة ليست بالشيء الجميل فقدنا الأصالة في أي عمل ، جمال الخط ، تفرد الصوت ، ملكة الحفظ ، قوة الخطاب ، البساطة والتلقائية ، لم يعد هناك روح ، مازلت أحن للصحف والجرائد والكتب والورق ، لها رائحة وعبق لا استطيع شرحه لابنائي ، الذين لم يكتسبوا أي مهارة سوى سرعة تحريك أصابعهم على الأجهزة ، لقد فاتهم الكثير للأسف
👏👏👏👏👏👏
ابتسام