كُتاب الرأي

التدريب: بين جمع الشهادات واكتساب المهارات

التدريب: بين جمع الشهادات واكتساب المهارات

✍️ سلوى راشد الجهني 

في زمن تتزايد فيه المتطلبات العملية والمهنية، أصبح التدريب أحد أهم الأدوات لتطوير القدرات والارتقاء بالإنتاجية. لكن الواقع يشير إلى تحول مقلق: كثير من المتدربين يحضرون الدورات لتجميع الشهادات وليس لتعلم مهارات أو اكتساب معرفة حقيقية.

مظاهر هذه الظاهرة

نلاحظ في العديد من المؤسسات أن المتدربين:

حاضرون جسديًا وغائبون ذهنيًا، مشغولون بهواتفهم أو محادثاتهم الجانبية.

يهتمون بالساعات والشهادات دون أي رغبة في التطبيق العملي.

يتأخرون أو يتغيبون بانتظام، معتبرين التدريب مجرد التزام شكلي.

لا يطبقون ما تعلموه، فتظل المعرفة المكتسبة حبيسة الأوراق والشهادات.

التدريب الحقيقي

التدريب الفعال يتجاوز مجرد الحضور؛ فهو عملية مستمرة تهدف إلى:

1. إتقان المهارات العملية التي تعزز أداء الفرد في بيئته العملية.

2. نقل المعرفة المفيدة التي تزيد الوعي والقدرة على اتخاذ القرار.

3. رفع الإنتاجية والكفاءة من خلال تطبيق ما تعلمه المتدرب على أرض الواقع.

4. تغيير السلوك نحو الأفضل، وإكساب المتدرب أدوات تطوير ذاته باستمرار.

مشكلة ثقافة جمع الشهادات

التركيز على الشهادات فقط يؤدي إلى:

فقدان قيمة التدريب في نظر المتدرب.

تراجع الأداء رغم حضور العديد من الدورات.

خلق بيئة عمل رتيبة، حيث تبقى المكتسبات النظرية غير مطبقة.

كيف نعيد التدريب إلى مساره؟

1. توعية المتدربين بأهمية التدريب الحقيقي وأثره على حياتهم المهنية والشخصية.

2. ربط التدريب بالنتائج العملية لتقييم فعالية أي دورة.

3. تصميم برامج تفاعلية وعملية تركز على التجربة والتطبيق.

4. متابعة ما بعد الدورة لضمان تطبيق المهارات المكتسبة.

الخلاصة

التدريب ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لتطوير المهارات وزيادة الإنتاجية. العبرة ليست في الشهادات، بل في تطبيق المعرفة وتحقيق النتائج. كما يقول بيتر دراكر: “المعرفة لا تُقاس بما تملك، بل بما تُطبق.”

إن إعادة النظر في ثقافة التدريب، وتوجيهه نحو التطبيق الفعلي، هو الطريق لبناء أفراد أكثر كفاءة ومؤسسات أكثر نجاحًا.

كاتبة رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى