يقول ونستون تشرشل: قد تتجلى الشخصية في اللحظات العظيمة لكنها تصاغ في اللحظات الصعبة.
تعد القيادة العامل الأهم في نجاح أو فشل أي منظمة أو مشروع، فالقدرة على التقدم وقيادة المؤسسات العاملة إلى النجاح في أسواق تنافسية هي أمر هام وضروري ولا يمكن تبديله أو تغييره.
كلما أصبح الشخص قائدًا أفضل، صار متميز في كل المجالات داخل المؤسسة ومن حسن الحظ أن القادة يُصنعون ولا يولدون.
يقول بيتر دراكر: قد يكون هناك ما يسمى قائدًا بالفطرة لكنهم قلة لدرجة أنهم لا يحدثون فارقًا في المخطط الكبير للأمور.
إن القادة في المقام الأول عصاميون ومطورون لأنفسهم فهم يعملون على تحسين أنفسهم باستمرار فيتعلمون وينمون ويصبحون أكثر قدرة وكفاءة على مدار السنوات.
عادة ما يبرز القادة للتعامل مع موقف يتطلب مهارات قيادية فمن الممكن للمدير أن ينجح في القيام بمسؤولياته وإنجاز العمل لسنوات عديدة ثم تحدث فتظهر الحاجة للقيادة عندها يتقدم القائد ويتولى المسؤولية عن الوضع ويصبح شخصًا مختلفًا ويؤدي دورًا مختلفًا.
ترتبط القيادة بالهوية أكثر من ارتباطها بما يفعله القائد ولذا تمثل قدرته على تطوير خصائص القيادة الفعالة جوهر ما هو مطلوب ليكون كما يحب.
تكمن أهمية النجاح في القيادة أن يستشعر القائد أنها ضرورة وليست ترف وهي أهم من أي عامل آخر، كما أن من أعظم مبادئ التنمية الذاتية إشغال التفكير وتوسيع الخبرات هذا سيجعل منك أكثر فاعلية يومًا بعد آخر، عندما تفكر وتتصرف وفقًا للخصائص الرئيسة للقادة الفاعلين عبر الأزمنة، أكفل لك أن هذه الخصائص عندما تمارسها في أنشطتك اليومية كفرد وقائد في مؤسستك ستجعلك قائدًا أفضل بأن تفكر بالطريقة نفسها التي يفكر بها أفضل القادة.
لقد أجري ما يزيد على ثلاثة آلاف دراسة على مدار السنوات بهدف تحديد سمات القادة الناجحين وبالأخص الذين قادوا معارك مهمة رغم الصعوبات الشديدة في ميادين الاضطرابات ووجد أن الرؤية تتصدر كل السمات.
يجب أن تكون الرؤية التي توجد عند القائد مبنية على قوة التوقع للمستقبل ولديه فكرة واضحة ومتحمسة عما هو ذاهب إليه وما يحاول تحقيقه وهذه الخاصية تميزه عن المدير فوجود رؤية واضح لدى الفرد يحوله إلى شخص من طراز خاص تحوله إلى قائد تحويلي بدلاً عن المدير الإجرائي، هكذا هي خاصية تحول الرؤية لأن القائد الحقيقي يستثمر مشاعر العاملين معه، في الأوقات المتغيرة التي تشهد اضطرابات من الصائب غالبًا أن يدعو إلى التوقف وأخذ المزيد من التفكير لمعرفة ما هو ذاهب إليه ومتجه نحو تحقيقه.
إن المقصد المستقبلي لنجاح العمل قاعدته تقول: كلما كان لديك الوضوح الأكبر فيما يتعلق بالمستقبل الذي ترغب في تحقيقه أصبح من الأسهل عليك اتخاذ القرارات اليومية الضرورية للوصول لذلك المستقبل، فكلما استطعت إدارة المواقف ولم تترك للعقبات والصعوبات مجالاً تمكنت من تحقيق أهدافك بطرائق تفوق الوصف.
الحقيقة تقول: القائد المميز ينبغي عليه أن يبقى هادئًا ويملك نسبة تركيز عالية خاصة في أوقات التغيرات السريعة، كما ينبغي عليه وضع الأسئلة التي تساعده على النجاح في قيادته أهمها:
ما الذي نحاول فعله؟ وكيف سنحاول فعله؟ هنا مبدأ تنظيمي للمؤسسة والخطط التي تؤمن بها وتمثلها، لأنها معتقدات أساسية تبعث فيك الحياة وتعمل على تحفيزك وتجعلك تتخيل المستقبل المثالي.
ربما يكون أهم إسهام تقدمه وأنت قائد في مؤسستك هو مساعدة الجميع في أن يظلوا على هدوئهم ووضوحهم هكذا تزيد نسبة تركيزهم وترفع مستوى التفكير عندهم، بهذا نستطيع القول أن هذه هي نقطة بداية القيادة العظيمة كما أن الاستعداد للمجازفة من أجل تحقيق الأهداف لأنه كما هو معلوم لا يوجد شيء في الحياة أو العمل مؤكد لأن كل التزام تقطعه على نفسك وكل إجراء تتخذه ينطوي عليه مخاطرة ما وهذا ما يجعل الشجاعة السمة الخارجية الأكثر تميزًا للقائد العظيم.
نعم كلما كان القائد جريئًا وصامدًا ومتقبلاً للمسؤولية ومؤمنًا بمبدأ الأمانة والحقيقة والتعلم المستمر وتوقع ما هو قادم ويملك القدرة على التعاون والتعامل بشكل جيد مع الآخرين فإن مفاتيح النصر تلوح له في الأفق حتى لو دخل في مشكلات أحيانًا إلا أنها تبقى حلاً مناسبًا للمزيد من الجراءة في مواصلة التفكير على أساس يمكنه اتخاذه إجراءات حتى لو كان فيها بعض الشراسة إلا أنها تبقى ركنًا أساسيًا للهجوم يتعين اتخاذه حيث أن ممارسة الهجوم المستمر والاجتراء على المضي والتقدم يخلق فرصًا عديدة للنجاح ويصنع توجهًا عمليًّا يزيد من الثقة ويزداد احتمال الأفعال المناسبة في الأوقات المناسبة هذا من شأنه أن يقود إلى الانتصار.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
