كُتاب الرأي

معايير اختيار الزوج أو الزوجة

معايير  اختيار  الزوج أو الزوجة

من  أعظم وأكبر الاحتياجات الضرورية والأساسية للإنسان الطبيعي السوي  بعد البلوغ والاستعداد  الفطري السليم  هو الزواج  ! والبحث عن شريك  أو شريكة  الحياة التي  سوف  تعين  وتعاون  على  تجاوز كآفة العقبات والصعوبات والتحديات التي تضعها الحياة  في الطريق الوصول إلى السعادة والسرور والرضا!
وتبقى  الأهداف والمقاصد السامية الجميلة من  الحياة الزوجية حاضرة حقيقة  عند  التفكير  العميق  والبحث والتنقيب  عن الزوج  أو   الزوجة الصالحة  ؛  وقد   تحدد  تلك  الأهداف الغالية والسامية  المعايير والمقاييس التي يفضلها الشباب والشابات  في اختيار شريك الحياة الزوجية  !
قد  يتفق  الشباب والشابات  على  الأهداف والمقاصد السامية الجميلة والعالية  من الرغبة في الزواج !   وهي  عندهم جميعاً تتمثل   في   :
أولاً:  قضاء  الشهوة  والوطر  والرغبة الجنسية  .
ثانياً: تلبية واستجابة  لنداء  الفطرة والطبيعة .
ثالثاً :  توفير   السكن  الحقيقي والاستقرار  .
رابعاً : تكوين  الأسر الكريمة والعوائل المباركة .
خامساً : تربية  الأولاد الصالحين البارين .
سادساً : بقاء  النسل والذرية الصالحة.
وتعد التربية والتنشئة والتعليم  والتجارب والعادات والتقاليد والعرف السائد  هي  التي  تصنع  وتشكل  تلك  الأهداف والمقاصد  من الزواج  !  ولذلك  تجد  من  الأسر الكريمة والعوائل المحترمة المباركة  من  تسعى  هي للبحث والتنقيب والتفتيش  عن  الزوجة الصالحة الكريمة  لابنهم ! وغالباً تفضل الأقارب والأرحام  من بنات الأعمام والعمات والأخوال والخالات  فقط !  أو  من العائلة الكريمة الكبيرة أو الجماعة أو القبيلة النبيلة أو المنطقة  التي هم   منها !
وقد   يظهر  الاختلاف في  وجهات نظر  الأمهات  الفاضلات   عن  الآباء الأفاضل  في توجيه الأبناء في  اختيار  الزوجات! أو ممارسة  الضعط  على  البنات  لقبول الخطاب الذين هم من نفس الأسرة الكريمة أو العائلة الحبيبة  أو  القبيلة أو المنطقة !
أظن  اليوم  مع ارتفاع  المستوى الثقافي والمعرفي والعلمي والمستوى المالي الاقتصادي  والمستوى الفكري وارتفاع مستوى  الوعي والفهم والإدراك  للحياة  الزوجية الكريمة
أن لدى  الشباب والشابات  المعايير والمقاييس  العليا  في اختيار  الزوج  المستقبلي  أو  الزوجة  المستقبلية  وهي :
أولاً: المعيار  المالي الاقتصادي  :
لدى  الشباب  والشابات  اليوم  الوعي  والفهم الكامل  بأهمية المال  !  وأهمية  توفيره  ،  والحصول  عليه   ، عن  طريق  الوظيفة  المحددة  أو  ممارسة  الأعمال  التجارية والتي  تمكنهم  جميعاً  من  توفير  الاحتياجات الأساسية والضرورية  والعيشة الكريمة  والحياة الزوجية والأسرية الكريمة  كذلك !
ولن  يتصور  الشباب العاطلين  عن العمل  أن يقبلهم   أحد إذا تقدموا  لخطبة بناتهم !  أو  فكروا  فقط  أن يقدموا  على فكرة  الزواج  والإرتباط   ! فالعمل  والوظيفة أولاً  !  قبل خطوات من رحلة البحث والتنقيب  عن الزوجة الصالحة  الكريمة  !
ثانياً: المعيار  الجمالي الجسدي :
قد  يتفق الشباب والشابات  على  أهمية توفير هذا  المعيار الجمالي الجسدي  في الطرف الآخر  !  سواء الشابات الطيبات الكريمات أو  في الشباب الكرام  الذين تقدموا  للخطبتهن  !
وهذا  المعيار  حقيقة  يحرك  جميع المشاعر والأحاسيس والعواطف  بين  الشباب والشابات؛  رغم  أن هذا  المعيار  الجمالي  نسبي  قد  يختلف  فيه الكثير  والكثير  ! إلا  أنه من  الأهمية  بمكان  ! فالنظر  والجلوس والحديث  والنقاش  مع الخاطبين  والمخطوبات  واجب شرعي  وفطرة بشرية  حسنة !
ثالثاً: المعيار الاجتماعي :
الناحية الاجتماعية للأسر  والعوائل الكريمة  تبقى هي  حافز قوي للتقدم  للخطبة   أو التريث  والتراجع  !  القبول  بهذه  الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة  أو  الرفض  وعدم   الإقدام والاختيار  ! هل  هؤلاء  من  الناحية الاجتماعية  يناسبوننا   أم  لا  ؟!  هل  يمكن  التعايش والتفاهم  بين الزوجين الكريمين  إذا  تم الزواج   أم   لا  ؟!
ويمكن القول   اليوم  بأن المجتمع  السعودي    متكافئ من النواحي الدينية  والخلقية والعمرية والمستويات  العلمية والثقافية والاقتصادية  كذلك !
لذلك  ترى وتشاهد   اليوم المصاهرة  والزواج  بين القبائل والمناطق والأسر  والعوائل المحترمة  الكريمة  المتنوعة .
رابعاً: المعيار  الديني :
يتفق  الشباب والشابات اليوم  على  أهمية هذا  المعيار  ؛  وأنه المعيار الحقيقي  العظيم  !  ولكنهم  يؤخرونه  عند البحث والتنقيب والتفتيش  عن  الزوجة الصالحة   أو الزوج الصالح ! ويكتشفون  ذلك  بعد أربعة  أو  خمسة سنوات  من  الزواج ! وبعد  قدوم  الأولاد  بين الأزواج والزوجات! أنهم  ربما   فرطوا  بأمر  ومعيار  عظيم  !
خامساً: المعيار  العقلي الفكري  و الصحي والنفسي :
المستوى العقلي الفكري والإنفعالي  من المعايير والمقاييس  المهمة والتي يدرك الشباب والشابات  أهميتها،   وكذلك  الصحة والعافية  الجسدية والنفسية  ؛ فكلما  كمل الشباب والشابات  في  هذا  المعيار   كلما  ظننا  أن الزواج  بني على أساس متين وأنه  قابل   للنجاح والاستمرار  والبقاء ؛  فالعقول  السليمة والجميلة   والصحة والعافية  الجسدية   والصحة النفسية والمزاجية  مطلب فطري إنساني ديني عظيم   في حصول السعادة الزوجية والأسرية   .
تلك  المعايير  والمقاييس الخمسة  يجب على الخاطب أن يتلمسها  ويسأل عنها  في المخطوبة  !  وعلى  المخطوبة أن تفتش وتسأل  عن  تلك  المعايير  والمقاييس   في الخاطب !
 قد  يصعب توفر  تلك   المعايير والمقاييس  الخمسة   كلها  في  الشباب والشابات المتقدمين   للزواج   مرة  واحدة  !
ولكن نسبية التحقق  بشكل كبير  مطلب  ،  فإذا  أعطينا  كل  معيار  (20 % ) من الدرجات  ، كان  المجموعة  الكلي  لجميع  المعايير  والمقاييس(100%  )  .
فإذا  توفر  ما  مجموعه  ( 60 % ) فأكثر  من  المعايير والمقاييس في اختيار شريك  الحياة الزوجية
فعلى الشباب والشابات  أن  يرضوا بذلك  ثم  يتوكلوا  على  الله تعالى  للموافقة على الزواج وإكمال نصف دينهم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسَبِها، ولجمالها، ولدِينها، فاظفَرْ بذات الدين تربتْ يداك))؛ متفق عليه. و عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ  رضي  الله عنه : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:  ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ   )  مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى