الانفتاح الحداثي المتزن وعلاقته بالتطور المعرفي

التسارع المضطرد في وتيرة التغيير، وانتقال الناس من طور إلى طور ، يعد شيئًا مثيرًا للاهتمام ، بل أنه يُشعر الفرد بحياة طبيعية يعيشها ويتنفس من ثقوبها على وجه حسن.لكن هناك أمر هام ينبغي الالتفات إليه والحرص في عدم استخدام المجداف بطريقة خاطئة لكيلا يجنح القارب عن وجهته الصحيحة.
وهو ضرورة التفريق بين الانفتاح والتفتح.
فالمقصود بالانفتاح هو تلك الفلسفة التي تعني عدم الانغلاق أي الاعتماد على الوضوح والشفافية في نقل المعرفة وإمكانية الوصول للهدف بصورة أسرع عما كانت عليه في السابق ولكن هناك أمر حساس للغاية ينبغي التنبه إليه عند التعامل بمبدأ الشفافية في التعامل مع الآخرين أو نقل المعلومات أو ممارسة الصلاحيات وهو الانفلات. فالانفلات والتمرد على الذات والقفز فوق حواجز الانضابطية، وعدم الالتزام بالهوية واستباحة المكروه، والاستعمال الخاطئ للأنظمة والقوانين كل ذلك باعث من بواعث الانفتاح الممجوج، ومؤشر قوي على هشاشة الفكر واندفاع غير محمود في عواقبه.
إننا نقصد بالانفتاح هو الدعم المسؤول للمعرفة بصورة حداثية متزنة تقوم على مبادئ وقيم هدفها الوصول إلى الغايات التي من أجلها تسعى كافة الدول إلى صياغة وثائق تربط بين ما يمكن للفرد القيام به لكي يتطور للأحسن، وبين ما يجب عليه تنفيذه حتى يحافظ على هويته من الانسلاخ.
أما التفتح فيقصد به الاعتراف بتلك القيمة التي يمتلكها الآخر في الرأي والمعرفة والامكانات ومحاولة تبني الأفكار ومعرفة ما يفكر به الآخرين والابتعاد عن أحادية التفكير، وعدم الاعتقاد المطلق بصحة المعتقدات الشخصية لأنها تبقى معتقدات خاصة بصاحبها تجوز له ولا تجوز لغيره ، غير أن القدرة على تغيير الخاطئ منها أو القيام بتصحيحه يعتبر نافذة هامة من نوافذ النمو الشخصي للإنسان.
إنّ السعي في المحافظة على هوية الآخرين وعدم مصادرة آرائهم واستقبال طيف أفكارهم ، وتقبل وجهات النظر ،ضرب من ضروب التفتح الذهني وبرهان شديد على تعاظم الفكر.
في الختام:
علينا أن ندرك بأن العالم في تغير مستمر ، وكل يوم يظهر شيء جديد ينبغي علينا تقبله وأخذ ما يناسبنا ، وترك مالا يتوافق مع ديننا الإسلامي ، وما يمكن أن يؤثر على أفكارنا بشكل خاطئ ، وعلينا بذل مافي وسعنا للمحافظة على هويتنا الدينية والوطنية.
أخيرًأ
إننا نعتقد أنه لا يوجد حرج علينا عندما نمضي قدمًا نحو التطوير والتغيير ومعرفة ما لدى المجتمعات المتطورة بل هذا يساعدنا كثيرا في الانفتاح على المناهج والأفكار والعلوم والأخرى في الدول الضالعة في العلم والمعرفة مع الالتزام بعدم الانجراف خلف ثقافاتهم أو تبنيها ، أو اعتناق أفكارهم أو التسويق لها في مجتمعاتنا ما يؤدي بنا إلى التبعية والانهزام
آخرًا
ينبغي الفصل بين الانفتاح النافع والانفتاح الضار والقطع بين التفتح المحمود والتفتح المذموم.
انتهى.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
( علينا أن ندرك بأن العالم في تغير مستمر ، وكل يوم يظهر شيء جديد ينبغي علينا تقبله وأخذ ما يناسبنا ، وترك مالا يتوافق مع ديننا الإسلامي ، وما يمكن أن يؤثر على أفكارنا بشكل خاطئ ، وعلينا بذل مافي وسعنا للمحافظة على هويتنا الدينية والوطنية ).
رائع استاذ على المالكي ، ابدعت ، كلام قيم ، و درر ، وفي محله .
تحياتي
دخولك محل تقدير أستاذنا الغالي
شدتني كلمات المسؤولة وخلقت لدي رضى تام عما نقدمه للقارئ الكريم.
شكرا لهذا المرور الجميل.
رائع 👍
ابتسام الجبرين
قراءتك الجميلة للمقال أستاذتنا القديرة تجعلنا في حالة سعادة دائمة لما نقدمه من أفكار.
شكرا لك على مرورك الكريم