الاحترام والاهتمام بين الزوجين

لا شك أن الحياة الزوجية السعيدة بين الزوجين الكريمين مطلبٌ وهدفٌ سامٍ للزوجين ، وهي ضرورة حتمية لبقاء الميثاق الغليظ ، وهي سر قبول كل طرف أو شريك للآخر ، ومن خلالها تمضي الحياة ، وتسير بهما ، رغم العواصف والبروق والرعود للحياة اليومية الهادرة ! وقد تهون كل الصعوبات والتحديات والعقبات لأجل الإستمرار والمضي قُدماً فيها ! .
عندما يصل الزوجان إلى إدراك ذلك كله ؛ تجد الزوجة الحبيبة الصالحة ضآلتها في زوجها ! ويجد الزوج الحبيب ضآلته في زوجته ! ويقدمان للناس والحياة الزوجية نموذجاً زوجياً فريداً ، وحياة مليئة بالحب والمحبة والتعاون والتفاؤل والعطاء والبذل والتضحية والصور الإيجابية الحقيقية القريبة من الحياة الخيالية الحالمة .
تمر علينا نماذج شبه يومية من الحياة الزوجية في مجال الإصلاح والإرشاد الأسري ، منها النماذج الإيجابية الجميلة ! والذي نسعد في الحديث والكتابة عنه ! والذي يكاد يكون فريداً من نوعه بين الناس ! .
ومنها الصور القاتمة السوداوية السلبية التي تتقدم لطلب الاستشارات الإرشادية والإصلاح والتوافق من مكاتب المصالحة والإرشاد الأسري، وقد تنتهي هذه المشكلات بين الزوجين بالصلح والمصالحة بينهما أو
قد تنتهي بالطلاق في المحاكم ! .
لكن المشترك بين تلك الحالات التي تأتينا خاصة ! والحالات التي حياتها مستقرة هادئة !.
هو وجود أو عدم الاحترام والاهتمام بين الزوجين الكريمين ! فالزوجان السعيدان والأزواج السعداء يغلب عليهم التحلي بهذين الخلوقين الجميلين الاحترام والاهتمام من الطرفين .
فالأزواج يظهرون الاهتمام بزوجاتهم وكذلك تبادل الزوجات الأزواج بنفس الاهتمام ، والزوجات الكريمات يعطين أزواجهن كامل الاحترام والتقدير فيبادل الأزواج الزوجات بنفس المستوى من الاحترام والتقدير.
إن الأزواج الذين تكثر لديهم المشكلات الأسرية والصعوبات بينهم وبين زوجاتهم وتسوء الحياة الزوجية ويغلب الضجيج والشكوى وعدم الرضا والتفنن في ذكر المساوئ لكل طرف من الأطراف والوصول إلى درجة البغض الشديد وربما الكراهية كل ذلك مؤشر كبير على نضوب نهر الاحترام والتقدير وذهاب الاهتمام بين الأزواج أدراج الرياح ! .
فقدان الاحترام والتقدير وزيادة الاهتمام بين الزوجين يعني فقدان التوازن والإتزان في البيت والأسرة
والمجتمع وجميع المؤسسات التربوية يعني أننا أمام مباني صغيرة وكبيرة من بيوتنا منهارة تماماً من الداخل ليس لها فائدة ، وحقيقة ليس لوجودها معنى ! .
الزوجة التي لا تحترم ولا تهتم بزوجها ! ولا تهتم بشؤونه من ملابسه ! وطعامه وشرابه ! وفراشه ! ولا تهتم بالحديث معه ! عن عمله اليوم ! عن نفسه ! عنما يحب أن يراه فيها وفي المنزل !
كيف سيكون أثر ذلك على الزوج أولا ً ؟! .
ثم على الأولاد مع مر الأيام والسنوات ؟ !.
كذلك الزوج الذي لا يهتم بزوجته ولا يبادلها الاحترام والتقدير ! لا يهتم بجمالها ! لا يهتم بنظافتها لنفسها وبيتها ! لا يهتم بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للمنزل ! لا يهتم بشعورها ! لا يهتم حتى بإشباعها العاطفي والجنسي ! لا يهتم بالأولاد ! كيف سيكون أثر ذلك على الزوجة أولاً ؟! ثم أثر ذلك على الأولاد ؟!
بل كيف تستقيم الحياة الزوجية؟ وكيف تسير في ظل عدم الإتزان والتوازن ؟ إننا اليوم أمام نماذج بائسة من الصور الزوجية الباهتة القاتمة والاضطرابات الأسرية في مجمتع يوشك أن يتآكل من الداخل بسبب هشاشة البناء وضعف الدعائم وقوة الضرب والطرق من كل الجهات .
فطوبى للزوجات الفضليات اللواتي ملأن الحياة الزوجية بالاحترام والاهتمام ! فهن يعطين الأزواج الأفاضل الاهتمام بأنفسهن وجمالهن وأناقتهن وبالأولاد والمنزل كذلك .
وطوبى للأزواج الكرام الذين صنعوا الاحترام والاهتمام في بيوتهم وحرسوه من كل دخيل ومتطفل على حياتهم الزوجية وصنعوا من ذلك السعادة الزوجية الحقيقية في أجواء وأرجاء المنزل ، فهم يتحدثون مع الزوجات الكريمات، ويهتمون بهن ، ويمدحون ويهدون ويكونون قريبين جدا من الأولاد جميعاً !
ومن توفير الدفء الهدوء والسكينة والراحة والسلامة والاستقرار الزواجي.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.