كُتاب الرأي

🟦 ردود أفعالنا… بين البرمجة التلقائية ووعي الاختيار

 

🟦 ردود أفعالنا… بين البرمجة التلقائية ووعي الاختيار

✔️ كيف نتعامل مع المواقف التي تستفزنا أو تُشعل فينا ردة فعل فورية، سواء كانت:
كلامًا جارحًا يوجَّه إلينا،أو
نقاشًا محتدّاً أو حوارا صعبًا،
أو مطالبة بحق في موقف يبدو مستفزاً أو ظالما.

فهل نتصرف بوعي، أم بردة فعل تلقائية؟ وهل يمكننا تغيير نمط استجابتنا؟ هذا ما سنحاول توضيحه فيما يلي؛

✔️ هل نختار ردود أفعالنا؟
غالبًا لا نختار فوراً، بل نتصرف وفق برمجة داخلية تشكّلت من تجارب الطفولة، القيم، الصدمات، والعادات. هذه البرمجة تعمل تلقائيًا تحت الضغط.

✔️ إذن يمكن إعادة برمجة ردود أفعالنا؟
نعم، يمكن عبر نمط من الأفعال:

✴️ الوعي: مراقبة رد فعلك بعد كل موقف، دون جلد.
✴️ التأمل والتنفس: تهدئة الجهاز العصبي لتأخير رد الفعل.
✴️ التكرار الواعي: اختيار رد فعل مختلف ولو مرة واحدة، ثم مرة أخرى… وهكذا تعيد البرمجة.
✴️ العلاج أو التدريب النفسي: خاصة إن كانت ردود الفعل عنيفة أو متكررة.

✔️ هل يجب أن نرد فوراً؟
بالطبع لا. فالقاعدة الذهبية:
“اهدأ → فكّر → قرر هل ترد أو لا”.
الهدوء لا يعني الضعف، بل تحكم. والرد الآني غالبًا يضاعف الخسائر.

✔️ هل في الصمت ضياع للحق؟
ليس دائماً. أحيانًا الصمت حكمة، وأحياناً مطالبة الحق تحتاج وضوحاً لا غضبًا.
الحق لا يُؤخذ بالصوت بل بـ:

وضوح المطالب.

اختيار الوقت المناسب.

ضبط النفس حتى في المواجهة.

✔️ نحن مبرمجون، لكن نستطيع إعادة البرمجة بالوعي والتمرين.
ليس كل سكوت ضعفًا، وليس كل رد شجاعة.
أفضل رد فعل: هادئ، محسوب، ويخدم هدفك لا عاطفتك.

📌وأخيراً: ضبط النفس لا يعني التنازل عن حقنا، بل أن نطالب به بحكمة ووعي. التأني في الرد أو التصرف ليس ضعفًا، بل وعيٌ يحفظ الهدف ويصونه من الضياع.

كاتب رأي

 

 

الدكتور / عبدالإله محمد جدع

أديب وشاعر وكاتب رأي سعودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى