الابتسامة غير خاضعة للضريبة

الابتسامة غير خاضعة للضريبة
في صباح يوم الأربعاء الموافق1446/1/18 قمت بزيارة لأحد فروع شركة الاتصالات السعودية stc بمكة المكرمة، أعجبني ما رأيت. كل الموظفين لديهم جاذبية خاصة ، وحضور طاغي، لديهم سلطة فوق العادة . أعتقد أنه تم اختيارهم بعناية تامة، كأنهم من كوكب آخر ، استقبال للعميل في منتهى الأدب ، ابتسامة في غاية اللطف، حديث في منتهى الذوق، هذه السلوكيات الإيجابية تجعلنا نعيش حالة الرضى التام عمّا يقدم لنا من خدمات جليلة ، صحيح في أحايين كثيرة نقسو في نقدنا بل أننا يمكن أن نصل إلى حد التذمر من نقص بعض الخدمات ولكن في النهاية نحن لا نتعرض في نقدنا للأشخاص الناجحين بل دائمًا نقف في صفهم وإلى جوارهم ، وإن قُدّر وتعرضنا لهم بالنقد فالهدف الصالح العام . ينبغي أن يستوعب الموظف أنه عندما يتم انتقاده فإنه ليس بالضرورة أن يُنتقد ذاتيًّا، بل عليه فهم الأمور وأخذها من باب المعالجة لأوجه القصور التي تطرأ على ما يقوم به من أعمال . إنّ مصلحة العموم فوق كل اعتبار ،كما أنَّ السعي لكسب رضى العملاء هو في حد ذاته مستهدف هام ، لذا على كل موظف ضرورة تقديم خدمة توازي حجم ما يُصرف عليه من تأهيل وتدريب وتهيئة، وهذا ما شاهدته أثناء زيارتي تلك.
لقد خطت شركة stcخطوات كبيرة نحو تأصيل العمل المهني لدى شريحة موظفيها، أقول شريحة الموظفين وأرجو التركيز على كلمة الموظفين. لقد جعلت منهم نماذج تتماهى في فهم وإدراك ما يطلب منهم ، وما يجب عليهم القيام به.
استوقفني أحد الموظفين ووجّه لي سؤالاً لطيفًا للغاية، امتزج بابتسامة تحملُ لطفًا أكثر قائلاً : عزيزي كيف أقدر أخدمك ؟ هذا السؤال ، وتلك الابتسامة انعكست إيجابًا على المعنويات، ما دعاني لمحاكاته بنفس النمط الذي استخدمه ، ابتسامة توازيها ابتسامة، كلام لطيف يقابله كلام أكثرُ لطفًا ، اختزال للوقت ، وتوفير للجهد، وسرعة في الإنجاز.
لقد اختصر كل العبارات التي يمكن أن تحول بين المطلوب والخدمة المقدمة، بل أنه تجاوزها حتى وصل إلى الإنسانية، هذا هو الموظف الحقيقي.
لك أن تتخيل معي عزيزي القارئ كيف لتلك الابتسامة ، وتلك الخدمة المميزة أن تكون باعثًا من بواعث الشعور بالسعادة . أقول: لك أن تتخيل مدى انعكاسها على صحة المراجع النفسية والمعنوية وما سيكون عليه مزاجه طوال ساعات اليوم.
انصرفتُ من مكتب الموظف بعد خمس دقائق لا غير ،كنتُ في قمة السعادة بعد أن أنهيتُ المطلوب في فترة وجيزة.
ختامًا : نستطيع أن نكسب أكبر قدر من العملاء عندما نفهم الثقافة المؤسسية ، كما أنه في مقدورنا نقل صورة إيجابية عمّا نقدمه من خدمات للمستفيدين.
إنها الثقافة المؤسسية ياسادة ، متى ما تغلغلت في نفوس العاملين ، ارتقى العمل ، وتألق الموظف، ورضي العميل.
ينبغي أن تتسع مثل هذه الممارسات الإيجابية لتشمل كافة القطاعات ، فإدارة السمعة المؤسسية ليست بالأمر المستحيل ولكنها تحتاج إلى استعداد كافي وجهود مستمرة حتى تتميز،بالتالي نكون قد أوصلنا مفهوم العلاقات العامة للجمهور ، وللمستفيدين على أكمل وجه، وأبهى صورة.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي.
فعلاً كما كتبت وأصبت بارك الله حروفك وعلمك👍
مقال رائع ، بوركت وبورك قلمك أ.علي👍 لافض فوك .
رد
💐