كُتاب الرأي

الإنسان بقيمته

 

 

يولد الإنسان بفطرة تدفعه إلى السعي والعمل والتواصل مع الآخرين، فلا يمكن للفرد أن يعيش بمفرده. منذ نعومة أظفاره، يبدأ بالتعلم والاكتساب من محيطه، يتفاعل مع الناس ويؤثر فيهم كما يتأثر بهم. يمنح ويأخذ، وتمر به مواقف وأحداث تغير مجرى حياته.

على مر السنين، قد يغير بيئته أو مكان عمله، يسافر بحثًا عن فرص جديدة، وفي كل ذلك يسعى لاكتشاف ذاته. سعادته تتجلى حين يجد من يعترف بجهوده ويشعره بقيمته، لأن الإنسان ليس مجرد كيان مادي يتكون من أعضاء وخلايا، بل هو نسيج من المشاعر والأحاسيس التي تحتاج إلى التقدير لتنمو وتزدهر.

إن التقدير ليس مجرد كلمات مدح، بل هو اعتراف حقيقي بالجهود. يتجسد في المواقف اليومية، وفي اللحظات التي يظهر فيها الآخرون امتنانهم لما يقوم به الفرد. وهذا الاعتراف له أثر عميق في تعزيز الشعور بالانتماء، سواء في العلاقات الشخصية أو في بيئات العمل والمجتمعات. فالمجتمع الذي يقدر أفراده هو مجتمع ينمو ويزدهر.

عندما يُفتقد هذا الامتنان، يشعر الإنسان بالفراغ ويبدأ في التراجع عن العطاء، مما يضعف عزيمته. أما عندما يشعر بالاعتراف، يزدهر عطاؤه ويُبدع في عمله، ويجتهد ليصنع الفرح وينشر السعادة. التقدير هو المحرك الذي يدفع الإنسان للاستمرار والنجاح، فهو يشعل في قلبه الحافز ويضمن له الاستمرارية.

هذه معادلة حياتية بسيطة: لكل فعلٍ ردة فعل. الاعتراف هو الشرارة التي تشعل النجاح وتضمن الاستمرارية في جميع شؤون الحياة، بينما يؤدي غيابه إلى الإحباط والفشل. التقدير ليس فقط حقًا للآخرين، بل هو مسؤولية تساهم في بناء بيئة مليئة بالحب والامتنان المتبادل.

زايده حقوي

كاتبة ومؤلفة وقاصة

زايده علي حقوي

كاتبة ومؤلفة وقاصة ومشرفة الخواطر والقصة القصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى