الإعلام بين الثقة الملكية والتحديات المجتمعية

الإعلام بين الثقة الملكية والتحديات المجتمعية
بقلم: رؤى مصطفى الجعر
في عصر تتسارع فيه الأحداث، وتتزايد فيه التحديات الإعلامية، تبقى الكلمة الصادقة والمهنية الواعية هي خط الدفاع الأول عن الأوطان، وهنا تبرز أهمية الإعلام الوطني كصوت معبّر عن قضايا المجتمع، وواجهة تعكس مواقف الدولة وإنجازاتها.
وقد منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ثقته للإعلام الوطني، حين حمّله مسؤولية تمثيل المملكة باحترافية ومسؤولية، إيمانًا بدوره الحيوي في بناء الوعي الوطني والتصدي للمغالطات والتحديات الخارجية.
وتتجلى هذه الرؤية بشكل واضح مع انطلاق المنتدى السعودي للإعلام في دورته الجديدة يوم 4 فبراير، والذي يُعد منصة استراتيجية تُبرز تطور المشهد الإعلامي في المملكة، وتجمع المختصين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتبادل الرؤى، ومناقشة مستقبل الإعلام، وتعزيز المهنية في عصر الإعلام الرقمي.
لكن على الرغم من هذه الثقة والدعم الكبيرين، لا يزال بعض أفراد المجتمع لا يدركون قيمة الإعلامي، ولا يقدرون الجهود التي يبذلها في سبيل خدمة الحقيقة ونقل الواقع بمهنية. لقد أصبحت أدوات النشر متاحة للجميع، لكن ذلك لا يعني أن كل من يملك حسابًا على منصة اجتماعية أصبح إعلاميًا. الإعلام مسؤولية، والمصداقية ليست خيارًا بل أساس لا بديل عنه.
الإعلامي الحقيقي هو من يعمل بضمير حي، ويضع مصلحة وطنه نصب عينيه، وينقل الحقيقة دون تحريف، ويُسهم في بناء الوعي الجمعي، بعيدًا عن الإثارة أو التهويل. وعلينا كمجتمع أن نكرم هذا الدور، لا أن نحصر الإعلامي في واجهات المناسبات فقط، أو نختزله في مظهر أو شهرة.
المنتدى السعودي للإعلام يأتي اليوم ليعزز هذه الرؤية، ويؤكد أن الإعلام ليس مجرد وسيلة، بل شريك حقيقي في التنمية، ومحرك فاعل في صياغة المستقبل.
وفي النهاية، فإن الإعلامي، إذا كان إعلاميًا بحق ، لا يقف طويلًا في مكان لا يُقدر فيه. وإن لم يجد احترامه وتقديره، فإنه ينسحب بهدوء.
فهو لا يبحث عن التصفيق، بل يبحث عن بيئة تحترم قلمه، وتقدر رسالته، وتمنحه المساحة ليمارس دوره بمهنية وكرامة.
كاتبة رأي