كُتاب الرأي

الإعلام الواعد

الحوار الصحفي الذي نُشر بهذه الصحيفة الأسبوع الماضي، مع الأستاذ عماد بن منصور الصاعدي، مدير فرع هيئة الصحفيين بمنطقة المدينة المنورة، وأعدَّ محاوره رئيس التحرير، الأستاذ محمد علي الفريدي، وقفت كثيراً وأنا أتصفح محاور حوار صحفي بذلك المستوى، وفي نفس الوقت كُنت أتساءل بكثير من الاعجاب الذي انتابني عمَّن هو المحاور؟ ومن هو المجيب؟ في معادلة متكافئة تجاوزت السقف الصحفي المعتاد، لإجراء مثل هذه المحاور التي ارتقت للذائقة الصحفية التي غابت عن أذهاننا وذاكرتنا الصحفية، زمناً ليس بالقصير، والسبب الرئيس غياب فرسان الصحافة التي اعتدنا عليها، وأشبعت نهم القارئ والمتابع الذي يمتلك رؤية نقدية، ويتطلع أن يرى صحافتنا في مستوى متقدم، تواكب متطلبات العصر.

لن أُبحر كثيراً في تفاصيل اللقاء، المفعم حتى الصبابة بالشفافية المتناهية، التي هي الأخرى سجَّلت غيابها كثيراً، لأسباب عديدة ومنها أن بعض المحررين الصحفيين والغالبية الأكثر، كانوا يقدموا موادهُم الصحفية بمقاسات خاصة، إرضاء لمقص الرقيب داخل المطبخ الصحفي بذات الجريدة، الذي يُحدد معايير الحوارات وألوانها وتوجهاتها، وقد يتفوق محرر مغمور على قدرات كرسي رئيس التحرير، ولكنه لا بد له أن يخضع راضياً أو غاضباً، على تصورات لا تتجاوز أبعاد مكتب الرئيس طولا وعرضاً، أو نائبة أو مديري التحرير ورؤساء الأقسام، الذين ينفذون تعليماته حاضرا أو غائبا، تلك فترة مضت بكل تبعياتها.

وهو ما أثَّر على جودة العمل والأداء الصحفي، وما أود الإشارة إليه في هذا المجال، عطفا على محاور اللقاء بين المتحاورين، والذي نوَّهت عنه بعنوان هذا المقال: ” الإعلام الواعد ” فليسمح لي كل من مدير هيئة الصحفيين بمنطقة المدينة المنورة، ورئيس تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض، ونحن في ضيافته وعلى بساطه المديني، ليس ناصحا بقدر المشاركة برسالة وطنية نحملها على أعناقنا جميعا، كلٌ في موقعه، بتبنيهما فكرة إنشاء أكاديمية صحفية، برؤوس أموال خاصة، بدعم رجال أعمال المدينة المنورة، والغرفة التجارية والصناعية، يرأس مجلس إدارتها أحد رجال الأعمال بالانتخاب أو التزكية، ولا يمنع من فتح باب الأسهم للراغبين، وفق الأنظمة المالية المعمول بها، في وزارة التجارة ووزارة المالية والديوان العام للمحاسبة، يعود ريعها للإنفاق على هذه الأكاديمية الصحفية.

وينضم إليها كل من يتوفر لديه الحماس والإخلاص والمهنية والخبرة الإعلامية، بإشراف مباشر من معالي وزير الإعلام، الأستاذ سليمان يوسف الدوسري، الذي جاء من رحم المكون الإعلامي، وترأس العديد من الصحف السعودية الدولية، وأستطاع أن يضيف إلى الحراك الإعلامي السعودي ديناميكية عكست رؤية المملكة 2030م، والحديث عن الكوادر الإعلامية في المدينة المنورة من الجنسين، بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، حديث الحاضر والمستقبل، الذي يُجدِّد في النفس مكانة هذه المدينة، وثراءها الفكري والأدبي، ومواردها الاقتصادية، ودورها في التنمية، التي تمثل جانبا في سياسة الدولة، من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.

 

محمد حامد الجحدلي

 

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

‫3 تعليقات

  1. وافر الشكر وعظيم الإمتنان للأستاذين الكثيرين مكانة وعلما ليأتي دوري من بعدكم فيما تصوغه أقلامكم من البلاغة الأدبية والطرح الإعلامي الذي ينصب في صميم المهنية الإعلامية والتي أنتم أهلا لها وفقكم الله وسدد خطاكم.

  2. سعادة نائب رئيس تحرير
    صحيفة آخر أخبار الأرض
    الأستاذ محمد الجحدلي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    *وبعد ،،،*

    لم يَكُن مقالكم الذي عنونتم به” بالإعلام الراقي” في العدد العاشر من صفحته الخامسة المنشور بتاريخ الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة في صحيفتكم المباركة” آخر أخبار الأرض” عاديا ً البتة فهو تتلاحم فيه المفردات نحو عنوان جسُور من الدعم لمهنة الصحافة وهذا نتاجُ خِبرتكم الطويلة والكبيرة ومالها من رويّة واضحة أجدها اتسمت بالمصداقية ، فأنت تُعلمنا درساً جديداً في فُنونِها ، وأعَلْمُ يقِيّناً أهمية وقتكم ودوام انشغالكم ، ولكن أن يكون لَنا من نصيبه فنحن محظوظون بل موعُودون بتلك الجُسور من الأفكار ، وهأنتم تكتُبون لتعرِضُون مقترحكم ؛ لأنه رأيٌ من خبير استشاري درس الصحافة ، وتمرّس فيها ، وفَهم دهاليزها ، ونِهم من تجارِبها ، فلتسمحوا لي بأن يكون هذا المقترح على طاولة النقاش وخير بداية هو تلك الأكاديمية التي وإن أُخذ بمقترحها سوف تكون رافداً زاخراً من فُنونِها ، وإن ما ينقصنا اليوم هو وجود صحافة حقيقية تُعيد تِلك الأمجاد ، سعياً لتحقيق رؤية 2023 من عرابها ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظها الله – ودعمهم السخي لجميع القطاعات وخصوصاً الإعلام الذي هو الخط الأول في الدفاع عن مقدراتنا الوطنية ، بل هو الدرع الحصين لهذا البلد الأمين وترابه الغالي والنفيس.
    وليسَمح لِيّ بعد إذنه رئيس التحرير الأستاذ القدير محمد الفريدي أن أُقدم جزيل شُكركم على الانطلاقة القوية لصحيفتكم التي وإن سارت على نفس النهج والطرح سوف يكون لها من الآفاق مَدّ الأعالي وتمام الأمور وسمعة لاينقطع نظيرها من الصيّت ، وأُضِيف لكم الشكر الخاص على هذه الكتابة التي فيها من الإطراء الكثير لمن هو يقدرُ هذه المهنة الشاقة ومافيها من أعباء قد لا يُدركها إلا من عرف مصاعبها ومافيها من أزمات يتطلب فيها العمل وفق مقتضى الأمور من السياسة الإعلامية .

    أخوكم / عماد الصاعدي
    مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمنطقة المدينة المنورة

  3. الأستاذ الفاضل، الأديب محمد حامد الجحدلي.
    – تحية طيبة- وبعد:

    قرأت كلماتكم في مقالكم الاعلام الواعد بخصوص الحوار الذي أجريته مع الزميل الأستاذ عماد بن منصور الصاعدي، مدير فرع هيئة الصحفيين بمنطقة المدينة المنورة، المنشور في الأسبوع الماضي، وأسعدني جدا إعجابكم بما تضمنه الحوار من طرح وتحليل لمسيرة العمل الصحفي في المدينة المنورة.

    ويسرني كثيرا أن يلامس الحوار شغاف قلوبكم، ويعيد إلى ذاكرتكم صورة الصحافة الملتزمة بقضايا أمتها، وقد حرصت خلال الحوار على أن أطرح الأسئلة التي تلبي فضول قارئنا الكريم، وتسلط الضوء على واقع العمل الصحفي وتحدياته، مستفيدا من خبرة الأستاذ عماد الصاعدي الطويلة في هذا المجال.

    وإنني لأرى في كلماتكم دافعا لمزيد من العطاء، وسعيا لتقديم المزيد من المواد الصحفية الهادفة التي تلبي تطلعات قرائنا الكرام، و أما بخصوص المقترح الذي اقترحته فهو جميل جدا وأتمنى أن ينفذ أو يجد لدي المسؤولين آذانا صاغية.

    دمتم بخير،،،

    أخوكم:
    محمد الفريدي
    رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى