كُتاب الرأي

الإعلام التوعوي.. والأخبار المزيفة ..!

عماد الصاعدي

الإعلام التوعوي.. والأخبار المزيفة ..!

وردني سؤالين من أحد طلاب الإعلام بجامعة طيبة في مشروع مادته المقررة له بالقسم ، السؤال الأول كان كيف يمكن للإعلام أن يساهم في التحقق من المعلومات قبل نشرها ؟ ، فأجبت له ” في البداية كل الشكر على طرح هذا السؤال المهم عن التحقق من مصدر المعلومة لأي محتوى خبري أو مادة صحفية أو رأي في مواقع التواصل الاجتماعي ، والصحفي المُتمرس والفَطِنّ يهمهُ في الأغلب تقديم صورة جيدة عن معلوماته من التثبّت بنفسه من هوية المصدر وعدم الاعتماد على معلومة قد تكُون محل جدّل أو خلاف أو عدم مصداقيتها على أرض الواقع خصوصاً في التغطيات الإعلامية وقت الأزمات والكوارث أو الأحداث المجتمعية أو الاقتصادية أو السياسية منها ، وواقع الميدان العمليّ هو من يُكرّس تلك الصدق في المعلومة من المحادثة أو الاتصال أو العمل الميداني ، وشاهدنا كثيراً من الصحفيين له مسار خاص في مادته الخبرية والمهنية المعهُودة التي جُبلّ عليها في طرحها مما أعطى للقاريء والمتلقي صورة ذهنية بحقيقة تلك المعلومات ، والشواهد كثيرة ، وقد أثبّتت جائحة كورونا تمرّس الصحفيين في التحقق من مصادر تلك المعلومات رُغمّ الاحترزات المشدّدة والتنظيم الهادف من خلال مؤتمر صحفي يُعقدّ يوميا ً بالزمان والمكان وطرح العديد من التساؤلات وعلى مرأى من الجميع عبر القناة الرسمية ، كما أنه من المُهم في التحقق من المعلومة هو الاستعانة بمن لديهم خبرة في هذا المجال والأخذّ بالرأي السّدِيّد لديهم ، فأحيان يكون الخبر مُكتمل الفُصول لكن طَرح وقته غير مناسباً البّتة مما يُقلل من مصداقيته بين الجَمع من الجُمهور ، وهذا ما يجعلنا نُحقق التوزان من الطرح في الإعلام فهو مقياس تحقق وأداء ، وعليه فإنه قد يكون تعزيزاً للأخذ بوجهات النظر المتعددة وجَعّل القاريء هو الحَكم في هذا الرأي العام .

أما السؤال الثاني فكان ما هي التحديات التي تواجه الإعلام في مواجهة انتشار الشائعات؟ ، فقُلت مُوجِزاً ” التحديات كثيرة ومُختلفة ، وبحسبِ المجتمع المحيط وأكثر مايواجه الإعلام هو الخطر من سرعة انتشار بعض المعلومات في بعض التطبيقات ، وبعض الشائعات المجهُولة المصدر التي لايمكن الحُكم عليها في أوانها قبل نشرها ، وهي تدّق على وتر حسّاس من التأثير النفسي ، ويُصدقها الجميع وتَجدُها في كل قروب ، والأغلبية شارك في نشرها ، ويجب الحذر في ذلك من خلال التوعية الإعلامية بالتثبّت من نشر تلك الأخبار المزيّفة للصحافة الصفراء وخصوصاً من يعمل في المجال الإعلامي فهو على عاتقه مسؤولية كبيرة لأنه يعتبر مصدر ثقة لا محدودة ، وكذلك التنّبه إلى تلك الآراء الشخصية في بعض التحقيقات الصحفية وأن يكون بعيداً عن العاطفة والتملق من الأهواء التي لارأي فيها غير أنها كانت تحليلات نفسية من حب الظهور وشدّ الانتباه ، وفي الأخير نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية حدّ الكثير من الشائعات من خلال تلك العقوبات والغرامات ، وجعلت المجتمع أكثر وعياً من نقل أي معلومة مزيّفة أو مغلُوطة .
أما السؤال المُهِمّ الذي يَجب أن يُجيب عليه المتلقي والقاريء ماهو دوره في إيقاف تلك الأخبار المزيفة والشائعات المتكررة ؟ وماهو الهدف من تكرارها كل عام والأغلب منها إعلاناً للخصومات ، والأخطر هي قد تكون روابطاً للإختراق والنصب والإحتيال ، فما هو الدور المُناط في التوعية الإعلامية من ذلك .

 

عماد منصور الصاعدي

كاتب رأي ومدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالمدينة المنورة

تعليق واحد

  1. الزميل الأستاذ عماد الصاعدي مدير هيئة الصحفيين بفرع منطقة المدينة المنورة صباحك بشائر خير بجمال هذا الصباح والأجواء الماطر وبهاء الكلمة الهادفة صدِّقني لولم تشغلك رسالتك التربوية العظيمة التي أعطيتها عصارة فكرك ونقاء عطائك هدفها إعداد الأجيال للقيام بواجباتهم الدينية والوطنية ومترجم معنى الولاء للقيادة في صورة ترتقي وتنبع من منابر التربية ومؤسسات التعليم الرسمية.
    لولم تكن كذلك لكنت أبرز فرسان الإعلام بتجربة ميدانية لا تشوبها شائبة ولا تخطيها عين الحقيقة بصدق الثناء لك وافر تقديري ومودتي،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى