كُتاب الرأي

لتنعم الروح بأمانٍ أبدي

لتنعم الروح بأمانٍ أبدي

من أعظم الحاجات الفطرية التي يحتاجها الإنسان ليحيا ويعمّر الأرض، هي حاجة الروح إلى الأمان.
حين يغمره هذا الأمان، تزداد إنتاجيته، ويشمر عن ساعد الجدّ، يواجه كل العقبات بإقدامٍ لا يلين وشجاعةٍ لا تنطفئ.

لكن، إذا اختار أن يكون منبع أمانه بشرًا مثله، أو مصدرًا ماديًا، أو مكانًا عابرًا، فسيتبيّن له عاجلًا أو آجلًا أنه استند إلى أمان زائف، أمانٍ سرعان ما ينهار ويتركه في دوامة الضياع، كمن تتوه وجهته في سرابٍ لا ينتهي، فلا يجد سوى وهمٍ في نهاية الطريق.

فمن أراد الأمان الحقيقي، فليعلّق قلبه وروحه بمن خلقه، الذي بيده تدور أقدارُه، والذي هو الحامي في كل زمان ومكان، السندُ الذي لا يملّ، ولا يميل، هو الله وحده.

ومن كان عنده يقينٌ راسخ بأن الله ملاذه وحماه، لن تخيفه تقلبات الدهر، ولا تخور عزيمته، بل يقبل أقدار الحياة بصدرٍ رحب، واثقًا أن الله يرتب له حياته بعناية وأمان، حتى وإن غابت عن عقله الحكمة، فهو يثق بمدبر الأمور.

فإن أردت أن يطمئن قلبك، وتغمر روحك بالسلام ، أن تحظى براحة بال لا تعرفها سوى الأرواح التي استقرّت في رحاب الله، فاربط أمانك بالله.
واجعلها قناعة صلبة لا تزعزعها عواصف الحياة، وامضِ واثق الخطى،
وستجد في داخلك قوةً لا تُقهَر، وروحًا لا تُهزم

فاطمة الحربي

 

فاطمة عويمر الحربي

كاتبة رأي وخواطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى