كُتاب الرأي

الأنواع المهددة بالانقراض في خليج المكسيك: كيف يمكن للهندسة الجينية والتعديل السلوكي إنقاذها؟

الأنواع المهددة بالانقراض في خليج المكسيك: كيف يمكن للهندسة الجينية والتعديل السلوكي إنقاذها؟

محمد يوسف الخشيبان

يُعد خليج المكسيك واحداً من أغنى النظم البيئية البحرية في العالم، حيث يحتضن تنوعًا بيولوجيًا هائلًا يشمل أنواعًا بحرية مهددة بالانقراض مثل سلحفاة البحر منقار الصقر، وخروف البحر، والحيتان القزمة، وأنواع نادرة من الشعاب المرجانية والأسماك. ولكن هذا النظام البيئي يواجه تهديدات متصاعدة نتيجة الأنشطة البشرية كالصيد الجائر، التلوث الصناعي، التسربات النفطية، وتغير المناخ. في ظل هذا الوضع، تبرز أدوات التكنولوجيا الحيوية كوسائل واعدة لإعادة تأهيل الأنواع المهددة، عبر تعديل جيناتها أو سلوكها لتصبح أكثر قدرة على التكيف مع بيئة الخليج المتغيرة.

 التهديدات البيئية في خليج المكسيك:

قبل مناقشة الحلول، من الضروري فهم التحديات

مثل تلوث النفط ككارثة ديب ووتر هورايزن (2010)، التي أضرت بالأسماك والثدييات البحرية بشكل كارثي.

أيضا هناك الصيد العرضي خصوصًا لسلاحف البحر التي تعلق في شباك الصيادين. ويوجد تحدي التغير المناخي مثل ارتفاع حرارة المياه اللذي يؤثر على الشعاب المرجانية وأنظمة التكاثر لبعض الأنواع.

وبالنهاية يوجد مشكلة تدمير المواطن الطبيعية: مثل إنشاءات السواحل، والتوسع الصناعي.

التعديل الجيني: مستقبل الإنقاذ البيئي

1- تعزيز مقاومة التلوث

يمكن استخدام تقنية تعديل الجينات لبعض الكائنات المهددة، بحيث تصبح أكثر قدرة على مقاومة المواد السامة أو التعافي من التعرض لها.

مثال: تعديل جينات الكبد عند خروف البحر لتحسين قدرته على تفكيك الملوثات العضوية الناتجة عن تسرب النفط.

2- زيادة التنوع الجيني

بعض الأنواع أصبحت مهددة بسبب تناقص التنوع الوراثي، ما يقلل من مرونتها أمام الأمراض أو تغيرات البيئة. من خلال التعديل الجيني يمكن إعادة إدخال تنوعات مفقودة إلى السلالات الحالية.

3-  التعديل السلوكي: تدريب البقاء

1- التدريب على تجنب المخاطر البشرية:

بعض الأنواع مثل السلاحف البحرية يمكن تعليمها (في مراكز إعادة التأهيل) على تجنب مناطق الصيد أو القوارب باستخدام محفزات سمعية أو ضوئية.

بعد إعادة إطلاقها، تستمر في تذكر هذه المحفزات، مما يقلل من معدلات نفوقها.

2- إعادة برمجة أنماط الهجرة

الحيتان الصغيرة وأنواع من الأسماك قد تعاني بسبب مرورها بمناطق عالية التلوث. تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يمكن دمجها مع برامج إعادة الإطلاق لتوجيه الهجرة عبر مناطق أكثر أمانًا.

رغم فوائد التعديل الجيني والسلوكي، إلا أن هناك مخاوف مشروعة لذلك من الضروري أن تتم هذه العمليات تحت رقابة علمية صارمة، وبتعاون دولي يضمن الحفاظ على التوازن البيئي.

إن إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض في خليج المكسيك لم يعد ممكنًا فقط عبر جهود الحماية التقليدية، بل يتطلب توظيف العلم والتكنولوجيا بشكل مدروس. التعديل الجيني والسلوكي قد يفتحان بابًا جديدًا للأمل، شرط أن يُستخدما بمسؤولية ووفق معايير علمية صارمة. بينما نواصل التأثير في البيئة، علينا أيضًا تطوير طرق أكثر ذكاءً لمساعدتها على التكيف.

كاتب رأي 

محمد يوسف الخشيبان

باحث وكاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى